تشهد سجون الاحتلال الإسرائيلي حالة من التوتر والغليان نتيجة تركيب أجهزة تشويش في أقسام الأسرى، إلى جانب استفزازهم من خلال اقتحام غرفهم وتكبيلهم ونقلهم من سجن لآخر، وفق مختصين.
وتركت الإشعاعات الصادرة من أجهزة التشويش، وفق قول المختصين لـ"فلسطين"، آثارا سلبية واضحة على الأسرى لم تكن ظاهرة قبل تركيبها، منها القلق، وقلة النوم، والصداع وآلام الرأس وتسارع ضربات القلب، إضافة إلى مشاكل في السمع، وهذه الآثار تتضاعف بالنسبة للأسرى الذين يمضون سنوات طويلة في السجون.
خطوات احتجاجية
وقال المتحدث الإعلامي باسم نادي الأسير عبد الله الزغاري، إن سجن النقب الصحراوي يشهد توترًا بعد تركيب إدارة سجون الاحتلال أجهزة تشويش في أقسام الأسرى.
وبين الزغاري في تصريح لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال ركب الأجهزة في أقسام "3،4،5" بسجن النقب، محذرًا من خطورة تركيبها في أقسام الأسرى ما سيشكل تهديدًا حقيقيًا على حياتهم.
وأكد أن أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال خاصة في سجن "النقب" تتجه نحو التصعيد إذا لم يُستجب لمطالب الأسرى برفع أجهزة التشويش، ووقف التغول والاعتداء عليهم، مشيرًا إلى أن الأسرى أعلنوا عن خوض خطوات احتجاجية كعدم الاستجابة لمطالب إدارة السجون والخروج من غرفهم.
ومضى يقول إن حالة غليان تشهدها سجون الاحتلال خاصة في سجن "النقب"، مشيرًا إلى أن إدارة السجون استدعت عددًا من وحدات القمع للتصدي للأسرى لرفضهم الاستجابة لنداءاتها.
وحمل سلطات الاحتلال ممثلة بإدارة السجون المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، مؤكدًا أن إجراءات الاحتلال للتضييق على الأسرى جاءت في أعقاب قرارات لجنة "وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي" المتطرف جلعاد أردان، مطالبًا الكل الفلسطيني بالتدخل لوقف الإجراءات القمعية التي تقترفها إدارة السجون.
اقتحام السجن
بدوره، أكد الناطق الإعلامي لمركز أسرى فلسطين للدراسات رياض الأشقر، أن قوات القمع اقتحمت، أول من أمس، الاثنين 3 أقسام في سجن "النقب" الصحراوي وهي (3،5،7) وأجرت تفتيشًا استفزازيًا غير مسبوق.
وذكر الأشقر أن الاحتلال ولأول مرة يستخدم طائرة مروحية تتابع وتصور عملية الاقتحام لقسم 7، والذى جرى بمشاركة وحدتي "ديروم و كيتر" الخاصة، وعشرات من عناصر شرطة السجن.
وأشار إلى أنه جرى الاقتحام والتفتيش والتنكيل بوجود الأسرى داخل القسم، وليس خارجه كما يجرى في كل عمليات التفتيش، لافتًا إلى أن إدارة السجن أبقت على الأسرى في قسم 7 خلال التفتيش، في محاولة منها لخلق مبرر للاعتداء عليهم.
وأكد أن الأسرى أعلنوا نيتهم البدء بتصعيد تدريجي ضد إجراءات الاحتلال وتركيب أجهزة تشويش في أقسامهم، مشيرًا إلى أنهم أوقفوا التمثيل بحل التنظيم في أقسام (٣,٤,٥)، وتوقفت لجنة النظافة عن العمل ما سيؤدي إلى تكدس القاذورات في الأقسام وعدم إزالتها.
وبين أن الأسرى يدرسون خطوات أخرى للرد على جرائم الاحتلال مع تضامن كامل من جميع السجون، محذرًا من تداعيات الأوضاع في سجن "النقب" ونية الاحتلال المبيتة للتنكيل بهم.
ودعا الأشقر، المؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية للتدخل العاجل قبل فوات الأوان، ولجم الاحتلال عن جرائمه المستمرة بحق أسرى النقب، محملاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي اعتداء عليهم الأمر الذي سيمتد إلى جميع السجون.