فلسطين أون لاين

​بعد هبة باب الرحمة.. مرجعيات القدس في دائرة الاستهداف الإسرائيلي

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ أحمد المصري:


بكيرات: خطوة يحاول الاحتلال من خلالها إعادة إغلاق باب الرحمة مرة أخرى

دعنا: محاولة لإرهاب الرموز والمرجعيات الدينية والمقدسيين


أطلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يدها الغليظة باستهداف رموز القدس المحتلة ومرجعياتها الدينية والمسؤولين في دائرة أوقاف المدينة، مستخدمة سياستي الاعتقال والإبعاد عن المسجد الأقصى لمدد متفاوتة، وذلك بعد هبة باب الرحمة، الجمعة الماضية، التي قادت إلى فتح المصلين البابَ المغلقَ منذ 16 عامًا.

ومن بين من اعتقل وأبعد عن المسجد الأقصى، رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس عبد العظيم سلهب، ونائب رئيس مجلس الأوقاف ناجح بكيرات، ورئيس دائرة الوعظ والإرشاد في الأوقاف الإسلامية رائد دعنا، في حين استدعت سلطات الاحتلال مدير عام الأوقاف عزام الخطيب للتحقيق.

انتصار جديد

يقول بكيرات لـ"فلسطين"، إنّ سلطات الاحتلال تحاول من خلال خطوات الاعتقال والإبعاد للرموز والمرجعيات الدينية، توفير الظروف أمام إعادة إغلاق باب الرحمة مرة أخرى، وعدم السماح للمقدسيين بتسجيل انتصار جديد، بعد انتصارهم على خطوة فرض البوابات الإلكترونية قبل عام ونصف تقريبًا.

ويؤكد بكيرات أنّ الاحتلال لم يرقَ له إطلاقا إقدام المقدسيين على إعادة فتح باب الرحمة، وكسر جدار خطوات تهويد المكان والاعتداء عليه، مضيفا: "الاحتلال بات يرى أن خروج المقدسيين يعني لزاما خطوة انتصار فيما يريدونه، لذلك خطا خطوات سريعة نحو اعتقال وإبعاد أعداد كثيرة من المرجعيات الدينية وحتى حراس الأقصى".

ويرى نائب رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس أنّ الاحتلال أراد أيضًا عبر حملته الأخيرة ضد الرموز والمرجعيات الدينية تحقيق مسارات أخرى، أبرزها: تغييب المقدسيين عن وجود أي مرجعية أو قيادة، وذلك في ظل ما تمثله دائرة أوقاف القدس اليوم من مرجعية مقبولة لدى الشارع المقدسي، وخوضها نجاحات عدة في ملف المسجد الأقصى.

ويضيف بكيرات أن سلطات الاحتلال تريد إيصال رسالة للمقدسيين "أنها في القدس ولا أحد غيرها"، وأنّ بإمكانها اتخاذ خطوات "مؤلمة وصارمة" تجاه من يعارض سياستها ونهجها ويعمل على قيادة دفة الشارع المقدسي.

ويشدد على أن الاحتلال يرى أن انتفاضة المقدسيين ورباطهم في المسجد الأقصى، يوقفان بصورة أو أخرى مشروع الاحتلال أو يؤخرانه، في وقت كان يسعى فيه إلى السيطرة قدر الإمكان على مفاصله، وتضييق الخناق على المصليين المسلمين، وإفساحه في المقابل أمام المقتحمين اليهود ومن يدعي أنهم سياح.


غطرسة وإرهاب

بدوره، يقول دعنا إنّ مؤسسة الاحتلال الأمنية تريد بوضوح إظهار قوتها وغطرستها على المرجعيات والرموز الدينية في القدس المحتلة، لإرهابهم، وإرهاب المواطنين المقدسيين من بعدهم، عبر خطوات الاعتقال والإبعاد التي تتخذها بحقهم.

ويؤكد دعنا لـ"فلسطين"، أنّ تكثيف الاحتلال لهذه السياسة مؤخرًا له علاقة مباشرة بفتح باب الرحمة، والذي أُغلق لنحو 16 عامًا متواصلًا، وترجيح الاحتلال لإمكانية نجاح المقدسيين في إنجاز خطوات أخرى.

ويشير رئيس دائرة الوعظ والإرشاد، إلى أنّ الاحتلال وإلى جانب استهدافه للرموز والمرجعيات الدينية في مدينة القدس المحتلة، يمارس حملة متوازية تجاه الشبان وحراس المسجد الأقصى، وكل من يصل المكان مصليا ومرابطًا، وهو ما يؤكد وجود خشية حقيقية لديه.

ويشدد على أنّ المبعدين عن المسجد الأقصى لن يبقوا صامتين وملتزمين بقرارات الاحتلال، وأنهم في قادم الأيام سيكسرون هذه القرارات المخالفة للقوانين الدولية، واعتبار المسجد خالصًا للمسلمين بـ"خطوات عملية" سيفاجَأ الاحتلال منها بصلاة المبعدين في قلب الأقصى.