يقول أسرى محررون إن قرار السلطة في رام الله قطع المخصصات المالية للأسرى في سجون الاحتلال يضاعف معاناتهم التي يعيشونها كل لحظة مع السجان الإسرائيلي.
ويصف الأسير المحرر أكرم سلامة، وضع الأسرى في سجون الاحتلال بأنه "لا يطاق"، بعد قطع رواتبهم ومخصصاتهم، تلبية لرغبة الاحتلال.
وسلامة هو شقيق الأسير حسن سلامة الذي قاد عمليات الثأر المقدس بعد اغتيال يحيى عياش.
ويشير إلى أن الآلاف من أطفال الأسرى وأمهاتهم وعائلاتهم أصبحوا لا يجدون قوت يومهم، ما جعل بعض الأسرى ينهارون معنويّا.
وأكد أن سياسات عباس بحق الأسرى تزيد من معاناتهم وتثقل أوجاعهم، في الوقت الذي يجب فيه العمل على حريتهم وإطلاق سراحهم وتحسين أوضاعهم داخل السجون.
ودعا سلامة السلطة لمراجعة حساباتها تجاه الأسرى وعدم خوض لعبة سياسية على حساب معاناتهم، ولأجندة يريد عباس تنفيذها ضد غزة.
ومطلع يناير/ كانون ثانٍ الجاري قطعت السلطة رواتب 5043 موظفا، من بينهم 1700 من الأسرى المحرّرين والجرحى في قطاع غزة.
وتعد المخصّصات التي يتقاضاها الأسرى من السلطة الفلسطينية المصدر الأساسي الذي يعتاشون منه في سجون الاحتلال التي تضاعف أسعار المنتجات كجزء من عمليات التضييق على الأسرى.
ويقول مدير مكتب إعلام الأسرى ناهد الفاخوري، إن أوضاع أسرى حركتي حماس والجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال في أسوأ أحوالها، متسائلًا عن المستفيد من قطع رواتبهم ومخصصاتهم المالية.
وأكد الفاخوري لصحيفة "فلسطين" أن معاناة الأسرى أصبحت مضاعفة، أولها بسبب ويلات الأسر وسياسات إدارة السجون والتصعيد المتواصل بحقهم، وعدم قدرتهم على إعالة أطفالهم وذويهم خارج السجون، وشراء أقل مستلزماتهم من طعام وملابس.
وأوضح الفاخوري أن كل أسير يستفيد شهريًا من 200-300 شيكل توضع في حسابه في "كنتينة" السجن لشراء ما يحتاج إليه من أطعمة أو ألبسة "خاصةً أن الطعام المقدم من إدارة السجون لا يصلح للأكل كونه طُهي بطريقة يهودية، وقطعها يعني اضطرار الأسرى لأكل هذا الطعام".
وأكد أن قطع المخصصات يعني منعهم من شراء الملابس التي تحميهم في الشتاء وأدوات النظافة الشخصية التي لا تسمح سلطات الاحتلال لذويهم بإدخالها لهم، ما يزيد من معاناتهم المعنوية.
وطالب مدير مكتب إعلام الأسرى بالوقوف مع الأسرى وإنصافهم في قضيتهم العادلة وإعطائهم حقوقهم، والعمل الجدي لإطلاق سراحهم، لا التضييق عليهم وزيادة معاناتهم.
ويقبع في سجون الاحتلال أكثر من 6500 فلسطيني في ظروف صعبة، بينهم نحو 300 أسير من غزة.
وتشير معطيات رسمية إلى أن أكثر من 220 أسيرا فلسطينيا استشهدوا في سجون الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي وسوء التغذية.