فلسطين أون لاين

​بكير شغفه بالحلاقة دفعه إلى أرشفتها

...
غزة- صفاء عاشور:

عند تصفح كتابه الثالث قد تُفاجأ أن الرسول (عليه الصلاة والسلام) كان لديه حلاق خاص به، وقد تفاجأ أيضًا عندما تعلم أن أول من عمل بمهنة الحلاقة هي امرأة، وأن أول صالون للسيدات كان في العراق منذ أكثر من 150 سنة.

قصص ستثير استغراب كثيرين وغيرها من المعلومات سردها محمد بكير ووثقها في كتابه الثالث الذي يوثق لمهنة الحلاقة بعد كتابين سابقين، تحدث الأول عن تاريخ مهنة الحلاقة في فلسطين، والكتاب الثاني عن أول منهج لتدريس مهنة الحلاقة.

الكوافير محمد بكير (33 عامًا) الذي منحته نقابة العاملين في مهنة الحلاقة لقب "سفير الحلاقة في فلسطين" أوضح أن رغبته في توثيق كل ما يتعلق بهذه المهنة جعلته يبحث، ويتواصل مع كل من يعمل فيها بأي مكان في العالم.

وقال الناطق الإعلامي باسم نقابة الحلاقين في حديث لـ"فلسطين": "إن نجاح الكتاب الأول ساهم كثيرًا في بدء تجهيزي للكتاب الثالث؛ إذ فتح مجالًا أمامي للتواصل مع كثير من المهتمين والعاملين بمجال الحلاقة منذ سنوات عديدة".

وأضاف بكير: "إن التواصل مع المهتمين تخطى حدود فلسطين، ووصل إلى العديد من الدول العربية، وكذلك الأوروبية والأمريكية، وهو ما سهل توفير المادة الخاصة بالكتاب الثالث الذي يتحدث عن مهنة الحلاقة عبر العصور القديمة".

وأشار إلى أن الكتاب عبارة عن بحث تاريخي لما قبل 1400 سنة يتحدث عن مهنة الحلاقة في كثير من الدول العربية، والعامل المشترك بينها، إضافة إلى توثيق كل ما يخص المهنة عبر العصور والحضارات العربية والأجنبية.

ولفت بكير إلى أن الكتاب مدعم بعشرات الصور والرسومات التي جُلبت من الدول العربية فيما يخص مهنة الحلاقة، والأدوات المستخدمة فيها قديمًا وحديثًا.

وبين أن القسم الثاني من الكتاب يتحدث عن مهنة الحلاقة من منظور إسلامي، وما يتعلق بها من أحكام وفتاوى إسلامية، إضافة إلى ما يقع على عاتق الحلاق من مسئوليات تجاه مهنته ودينه وصالونه والعامل الذي يعمل معه.

وذكر بكير أن هذا الكتاب سيوزع مجانًا في فلسطين وخارجها، نظرًا لمشاركة العديد من المصادر الخارجية بدعم طباعته، وتوفير المادة المنشورة داخله، متوقعًا أن يحظى بصدى كبير في أوساط الحلاقين في جميع الدول العربية.

وأفاد أن الكتاب جمع مادته ووثقها علميًّا أساتذة كبار في الجامعات المحلية، مؤكدًا أن الكتب الثلاثة تعطي مهنة الحلاقة حقها، وقيمتها التي ربما يرى بعض أنها لا تستحقها.

وعمل بكير في مهنة الحلاقة بعدما حصل على شهادة الثانوية العامة, وورثها عن أبيه الذي هو (كوافير) قديم، ويمتلك أقدم صالون في حي الرمال وسط مدينة غزة.

وخلال رحلة بحثه عن كل ما يتعلق بمهنة الحلاقة عثر على العديد من أدوات الحلاقين القدماء، وصورًا قديمة تؤرخ للمهنة، ووضعها في ركن بصالونه الخاص، لتصبح بمنزلة متحف صغير.