تظاهر مئات المواطنين والمتضامنين الأجانب، أمس، أمام بوابة شارع الشهداء المغلقة وسط مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، مطالبين بإعادة فتحه والمناطق المغلقة داخل المدينة المحتلة، وسط مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ونظم تجمع شباب ضد الاستيطان صباح أمس مسيرة جابت شوارع البلدة القديمة وصولًا لشارع الشهداء، ضمن الحملة الدولية العاشرة لإعادة فتح شارع الشهداء وتزامنًا مع الذكرى الـ٢٥ لمجزرة الحرم الإبراهيمي.
واعتدت قوات الاحتلال على المتظاهرين بالرصاص المطاطي والحي وقنابل الغاز، ما أدى لإصابة طفل بالرصاص المطاطي، والعشرات بالاختناق.
وقال المتحدث باسم تجمع شباب ضد الاستيطان محمد زغير لصحيفة "فلسطين": إن المظاهرة تأتي تعبيرًا عن رفض الشباب الخليلي للإغلاقات والحواجز، واستمرارًا لمشروع مقاومة الاحتلال، ومطالبةً بإعادة فتح شارع الشهداء ورفع الإغلاقات عن المدينة، وطرد المستوطنين منها، وتضامنًا مع أهلنا في القدس المحتلة.
من جهته أكد مسؤول العلاقات الدولية في تجمع شباب ضد الاستيطان، عزات الكركي، أن عشرات الفعاليات العالمية تم تنظيمها في العالم تضامنًا مع الخليل، مشيرًا إلى أن شباب ضد الاستيطان يعمل جاهدًا على حشد المجتمع الدولي ضد الاحتلال والاستيطان.
وطالب الكركي في حديثه لـ"فلسطين" السلطة الفلسطينية بتعزيز صمود أهالي الخليل في وجه الاستيطان.
من جهتها، أفادت الناشطة الأمريكية الفلسطينية هويدا عراف، بأنها رافقت وفدًا من الولايات المتحدة الأمريكية للتضامن مع الخليل، والمشاركة في الفعاليات الشعبية ضد الاحتلال والاستيطان.
وذكرت عراف لـ"فلسطين" أن مشاركتها والوفد المرافق لها جاءت تعزيزًا للأصوات الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية، ولتقوية التضامن في أمريكا ضد الاحتلال، وتشجيع مقاطعته ومنتجاته.
مسيرة أطفال
كما أحيا أطفال البلدة القديمة في الخليل مساء أول من أمس، الذكرى الـ25 لمجزرة الحرم الإبراهيمي.
وردد الأطفال الشعارات الوطنية المطالبة بإعادة فتح شارع الشهداء وطرد المستوطنين من المدنية، وزرعوا الأشجار في منطقة سوق الدجاج القديم المحاذي للشارع.
بدورها، أكدت مديرة الروضة الإبراهيمية زليخة المحتسب، أن روضتها تعلم أطفال المدينة على الصمود وتحدي إجراءات الاحتلال؛ تعزيزًا لروح المقاومة والممانعة لديهم.
وقالت المحتسب لـ"فلسطين": "زرعنا الورود تعبيرًا عن حبنا لأرضنا، وأننا لن نستسلم للاحتلال ومستوطنيه، وأنهم لن ينجحوا في تهويد الخليل، وسنحافظ عليها جيلًا بعد جيل، جيل يزرع وجيل يحصد النصر".
بدوره، قال منسق الحملة الدولية في شباب ضد الاستيطان أحمد عمرو: "لقد نظمنا عشرات الفعاليات في الخليل لتسليط الضوء على معاناة شعبنا، وإننا نعمل على حشد تأييد المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية".
وطالب عمرو السلطة بعدم الرضوخ للاحتلال و"صفقة القرن"، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني مستعدٌ للاستمرار في التضحية والصمود.
وفي فجر 25 فبراير/ شباط 1994، فتح المستوطن باروخ غولدشتاين نيران سلاحه الرشاش على المصلين وهم سجود، ما أسفر عن استشهاد 29 مصليًا وإصابة 15 آخرين.