فلسطين أون لاين

اربط طاعة طفلك بالقيم والمبادئ

...
الطاعة التي يحبها الوالدان هي اتباع الأوامر والنواهي منهما
​غزة/ مريم الشوبكي:

بر الوالدين أمر إلهي ذكره الله (تعالى) في محكم تنزيله، وطاعتهما من طاعته، ولكن قيمة الطاعة ليست بالمعنى الحرفي، أي أن الطاعة ليست مجردة لهما فقط، بل إن هذه القيمة مرتبطة بالقيم والمبادئ التي حثت عليها الشريعة الإسلامية.

لأن تعويد الابن طاعة والديه فقط يجعله يطبق ما تعلمه في حضورهما ويتخلى عنه في غيابهما، أما زرع القيم والمبادئ فيه وربط الطاعة بها فيجعلانها ترسخ في نفسه ومحببة إليها، ولن يتركها بسهولة.

اختصاصي الصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب بين أن حب الوالدين هو أمر فطري كحب الآباء لأبنائهم، ولكن منسوب هذا الحب يتغير من مدة إلى أخرى، ويتغير حسب طبيعة الأسلوب الذي يتبعه الوالدان.

وأوضح أبو ركاب لـ"فلسطين" أن مفهوم الطاعة مرتبط ارتباطًا وثيقًا بحب الأبناء لآبائهم، والأمر الآخر أن مفهوم الطاعة مع ارتباطه بمفهوم الحب هناك عوامل ثقافية وأخرى دينية ممكن أن تزيد من منسوب الحب، الذي ينعكس إلى طاعة.

وأشار إلى أنه مفهوم الطاعة يطبق في كل شيء يرضي الله ورسوله مبدأ دينيًّا، وما يعاكس هذا المبدأ يصبح غير متسق مع المقصود الأساسي للبر والطاعة.

ولفت أبو ركاب إلى أن الطاعة التي يحبها الوالدان هي اتباع الأوامر والنواهي منهما، والقيام بجميع الواجبات تجاههم، سواء طلبوها أم لم يطلبوها، واستشعار حاجاتهم المادية والمعنوية، ومحاولة معرفة ما يحبون والقيام به، والابتعاد عن كل شيء يكرهونه.

وذكر أن هناك طريقة وحيدة لتنفيذ ذلك، وهي أن يجعل الوالدان مخافة الله هي الأساس لدى أبنائهما، وبذلك سيتمنون رضاه واتباع ما أمر به، وسيكبرون على طاعته.

وأكد اختصاصي الصحة النفسية أن طاعة الوالدين هي من أعظم المطالب التي جاء بها الشرع، مبينًا أن المثل والقيم العليا من تعاليم الإسلام تحث على طاعة الوالدين وكبار السن والرفق بهم تقربًا إلى الله، حتى لو كانوا قد ظلموا الشخص.

وطاعة الوالدين هي جزء كبير من الحب الفطري، ولكن هل هذا الحب الفطري يدوم مع تقلب الظروف؟، أجاب أبو ركاب: "صحيح أنه يدوم، ولكن تختلف نسبته مع المفاهيم والأفكار التي من الممكن أن يتشربها الطفل، فالشاب أو الشابة في الغرب قد يزوران والدهما أو والدتهما في العام مرة، وهما بذلك عبرا عن طاعتهما لوالديهما، أما الحب والطاعة في المجتمعات الإسلامية فيفترض فيهما الديمومة والاستمرارية، لأن قيمنا الإسلامية أمرتنا بذلك".