لأنها تعد الفلسطينيين قطيعا من الأغنام سمحت له بالعيش على أرضها، يقتات الكلأ وما شح عنهم من ماء مقابل الموافقة التامة على السير خلف الراعي ولو ذهب بها إلى المسلخ لتذبح الواحدة تلو الأخرى، ليس لها كرامة تحافظ عليها ولا سيادة تريد تحقيقها، لا وطن لها ولا هوية ولا هدف ولا أمل ولا طموح ولا شيء يشبه ما لدى بقية البشر.
- وبالتالي ليس من حقها أن تطالب بكرامتها الضائعة في تلافيف الاحتلال ودواوينه المقيتة، إن طالبت فإنها بذلك تستفز هذا الاحتلال فيحدث العدوان ومواجهة هذا العدوان فيكون هناك شهداء ترتقي أرواحهم لتسكن السماء وأسرى يذهبون بهم إلى سجونهم السوداء حيث مدافن الأحياء، فهي تنظر إلى هؤلاء الذين سكنوا السماء وسجونهم السوداء قد خرجوا عن نظرية القطيع التي أرادتها لهذا الشعب المحتل، فلا مكان لهم ولا فضاء على وجه هذه الأرض إلا تحتها أو في زنازين السجون وباستيلاتها .. النازية طردتهم ونفتهم من قاموس البشرية وهم يقومون بذات الشيء بطردنا إلى ما وراء الحياة، وعلينا أن نرضى بذلك وإلا فالسجن أو القبر بالانتظار.
- ولأنها ترى الفلسطيني مباحة أرضه، مباحة مياهه، مباحة حدوده، مباحة طرقه وحركة تنقله، مباحة أسراره وكل شيء في صدره، مباحة دماؤه تقتل منه وقت ما شاءت وتحت أتفه الأسباب، مباحة حريته فتعتقل من تشاء وقتما شاءت، يد الاحتلال تعبث بكل محتوياته ومقدراته وتستبيح كل تفاصيل حياته، فلم لا تسطو على أمواله والسطو على كل شيء في حياته، هذا حق طبيعي للاحتلال فلم العجب من هذه القرصنة؟!!
من حقهم أن يتصرفوا في المال الفلسطيني وإعطاء إذن الصرف كما يحلو لعقولهم الصدئة ونفوسهم المقيتة! فأهل الشهيد لا يستحقون وكذلك أهل الأسير! هؤلاء غرّدوا خارج سيمفونيتهم العفنة وقدموا للحياة لحنا مغايرا، هؤلاء ومن خلّفوهم ليسوا بشرا وبالتالي صرف ما يسد رمقهم ويُطفئ جوعهم يخرج عن قواعد اللعبة ويعرض المصالح الحيوية لهذا الكيان إلى الخطر.
هذا الفعل المهين يحرك فينا الشعور المرّ بالدرجة التي بلغت في هذا الاحتلال من الغطرسة والفحش المقيت، فهذا لا يرقب فينا أدنى شعور إنساني وإنما يناصبنا العداء بكل ما أوتي من قوة ومكر، فلنحذر أن نعامله بما لا يعاملنا به أو أن تتملكنا المشاعر الإنسانية النبيلة، إنه عدو يناصبنا العداء بأعلى درجاته، لن يفكر للحظة واحدة في الذين يذيقهم صنوف عذابه، فلنعمل بكل وسعنا لننتزع حقوقنا انتزاعا. حسابنا طويل وكما يقولون لا يضيع حق وراءه مُطالب.