فلسطين أون لاين

​صديقك من يشجعك لا من ينتقدك

...
غزة/ مريم الشوبكي

البحث عن صديق حق ليس بالأمر السهل، وربما بعض لم يعثر على هذا الصديق لأنه لم يجد الصفات التي يتمناها فيه ليكون له سندًا في هذه الحياة، وكم من شخص عددتهم من أصدقائك واكتشفت في النهاية أنك مخطئ!

لذا عليك أن توقن بأن صديقك هو الذي يشجعك لا من ينتقدك، وبذلك يكون صديقًا إيجابيًّا ليس شخصًا يركز على أخطائك ويلعب دور الناصح والمرشد، لأن النفس تمل النصيحة طوال الوقت، لذا تشبث بذلك الصديق المشجع.

اختصاصي الصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب قال: "نحن البشر نميل ميلًا طبيعيًّا للأشخاص الذين يظهرون الأمور الإيجابية فينا، ويتغاضون عن النقص الذي نشعر به, فلذلك من يبحث عن الكمال في أي صديق فلن يجد من يصادقه".

وأضاف أبو ركاب لـ"فلسطين": "وهذا يستوجب علينا التمسك بالصديق الذي إيجابياته تغلب سلبياته، وعدم البحث عن الكمال".

وبين أن هناك الصديق المشجع والآخر المنتقد، فالاختلاف فقط في الأسلوب، فبعض الأصدقاء دائم التشجيع لك، ولكن خلال تشجيعه يعدل بعض السلوكيات السلبية لدى صديقه، وذلك من مبدأ التكامل، وآخر ينتقد صديقه أغلب الوقت ولا يقدم له أي تشجيع أو دعم.

وأوضح اختصاصي الصحة النفسية أن الصديق الإيجابي هو الشخص الذي يري نفسه والعالم من حوله بنظرة إيجابية, يتقبل نفسه ويتقبل الآخرين، يفكر فيهم وفي إسعادهم ربما أكثر مما يفكر في نفسه، وهو شخص يرى من صديقه أنه الجزء المكمل لشخصيته.

وأشار إلى أن الصديق الإيجابي عندما يعدل هذا الجزء في صديقه كأنما عدل وغير شيئًا بذاته وبنفسه, ولسان حاله يقول: "إذا نفيت عن نفسي صفة الكمال احتجت إلى غيري، وغيري هم أصدقائي، أصدقاء الطفولة والدراسة والعمل".

ولفت أبو ركاب إلى أنه عندما تزيد من وعي صديقك بنفسه ومستقبله، والمشاكل التي من الممكن أن يمر بها في الحياة فأنت صديق إيجابي، فالصديق الإيجابي -باختصار- هو الذي يغير في شخصية الآخرين نحو الإيجابية.