مملكة المرأة مطبخها، فالنساء يتبارين في إثبات أنفسهن بإعداد أشهى الأطباق التقليدية أو المبتكرة، وأصبحن يتبارين أيهن تصنع أكلات سهلة وبمقادير متوافرة في كل بيت، وتمتلك مهارة في تصويرها، لتشد انتباه المتابعين وتحقق الشهرة التي تريد.
إثبات المرأة ذاتها بالطبخ أصبح له دوافع عديدة، منها: إظهار مهارتها، وتحقيق شهرة، وتسويق منتجاتها على مواقع التواصل الاجتماعي:
الاختصاصية النفسية إكرام السعايدة قالت: "الله حبا المرأة بقدرات ومهارات متعددة تظهر في مجالات عدة، منها الطبخ، كيف لا والمطبخ هو المكان الأكثر خصوصية لدى النساء الذي تقضي أغلبهن معظم أوقاتهن فيه".
وأضافت السعايدة لـ"فلسطين": "وتتفاوت قدرات النساء في الطبخ، فمنهن من تبدع في تقديم أشهى الأطباق وتنفرد به عن غيرها، حتى تصبح اسمًا لامعًا بين مثيلاتها، وتبتكر الوصفات، وأخرى تسعى جاهدة إلى إثبات نفسها، وتأكيد تفردها عن غيرها، وتصبح محط أنظار الآخرين، وتحظى بإعجابهم وتقديرهم".
وبينت أن بعض الزوجات تدفعهن الضغوط إلى تقديم أفضل ما لديهن، إذ يجدن انتقادات لاذعة من الحماة، وأخريات يحاولن تجنب تذمر الزوج من طريقة الطهي، فتكرس تلك النسوة جل جهدهن في إعداد الطعام والإبداع في تقديمه، ولا يتوانين عن ابتكار أكلات جديدة.
وأوضحت السعايدة أن هناك سيدات تفرض الغربة والوحدة عليهن التفنن في إعداد الطعام، ومن تجد نفسها في متسع كبير مع الوقت فتستثمره بالدخول إلى عالم الطبخ، ولا يمكن إغفال دور مواقع التواصل الاجتماعي التي تعرض مقاطع فيديو محتوية على ما لذ وطاب من أكلات وحلويات، فتدفع السيدة قدمًا نحو التجريب.
وأشارت إلى أنه بضغطة بسيطة على محرك البحث تستطيع كل سيدة تصفح أكبر مواقع الطهاة، وكل ما يلزمها الرغبة في تطبيق وصفات جديدة.
ولفتت الاختصاصية النفسية إلى أن بعض السيدات حظين بوظائف مرموقة، وأخريات حظين بفرصة التعليم، في حين غابت تلك الفرص عن ربة المنزل؛ فتسعى بكل قوتها لتثبت ذاتها في المطبخ لتنال استحسان الآخرين.
وذكرت أن مواقع التواصل الاجتماعي سهلت وأتاحت فرصًا سانحة لمنافسة أشهر من يتربعن على عرش معدي الطعام المشهورين، والجميل أن المواد المستخدمة من السهل الحصول عليها وتتوافر في كل منزل؛ ففتح ذلك المجال أمام الأخريات لخوض غمار تجربة الطهو، خاصة فئة المبتدئات؛ فالأمر بسيط، ولا يتطلب كثيرًا من التقنيات سوى مهارة الطبخ وفن التصوير، لتحظي بمئات المتابعين لحسابك.
وعن سبب اتجاه السيدات نحو مواقع التواصل قالت السعايدة: "منهن من يأخذها شغفها نحو الشهرة في عالم الطهي، ومنهن من تبحث عن فرصة لإظهار نفسها وإثبات ذاتها، وأخريات فتحن بابًا للدخل بتلك المواقع وطلبات الجمهور، فبدأن ينفذن مشاريعهن الخاصة عبر منصات التواصل تلك".
