فلسطين أون لاين

​"مؤسسة الأرض المقدسة تمثل قضية فلسطين"

ناشط: أمريكا بلد ديمقراطية لأشخاص بعينهم وليس لكل من يعيش فيها

...
أنشطة المؤسسة تركزت على تقديم المعونات للاجئين الفلسطينيين
غزة/ أدهم الشريف:

قال ناشط أمريكي مناهض لسياسات الولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية ومناصريها: إن بلاده ليست ديمقراطية لكل الأشخاص، بل لأناس معينين، وذلك على خلفية الزج بخمسة فلسطينيين بالسجون الأمريكية لعملهم في "مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية".

وكانت مؤسسة الأرض المقدسة الخيرية واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية الإسلامية في الولايات المتحدة قبل إغلاقها بقرار رسمي من رئيس الإدارة الأمريكية الأسبق جورج بوش، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

وبررت إدارة بوش آنذاك قرار إغلاق المؤسسة واعتقال خمسة من العاملين فيها، وهم فلسطينيون كانوا يقيمون في أمريكا، بجمع الأموال لدعم ما يسمى "الإرهاب".

وجرى إغلاق المؤسسة الخيرية في 2001 بعد اتهامها بدعم وتمويل حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وخضع المعتقلون الخمسة لجلسات محاكمة قبل الحكم عليهم بالسجن لفترات متفاوتة، قضوا منها نحو 10 سنوات بالسجون الأمريكية.

والمعتقلون هم: غسان العشي، وحكمت عليه محكمة أمريكية بالسجن لمدة 65 سنة، شكري أبو بكر وحكم بالسجن لمدة 65 سنة، مفيد عبد القادر محكوم بالسجن 20 عامًا، محمد المزين حكم عليه بالسجن 15 عامًا، وعبد الرحمن عودة بالسجن 15 عامًا.

وأكد الناشط الأمريكي مايكو بيليد، أن مؤسسة الأرض المقدسة تمثل قضية فلسطين بعدما تعرض مواطنون فلسطينيون للمحاكمة والسجن في بلد غريب بتهمة "الإرهاب" رغم أن عملهم الإنساني لم يكن له علاقة "بالإرهاب"، معبرًا عن أسفه من عدم تمكنه من الوصول إلى قطاع غزة بفعل المنع الإسرائيلي.

وأبدى بيليد في لقاء عقده مجلس العلاقات الدولية– فلسطين، غضبه من الخطوة الأمريكية لاعتقال 5 فلسطينيين والحكم عليهم بالسجن لسنوات طويلة في بلد تدعي أنه بلد الحرية والديمقراطية.

وقال خلال اللقاء الذي عقد لمناقشة سياسة الولايات المتحدة في خنق الفلسطينيين ماليًا، إن "أمريكا بلد الحريات لأشخاص، وليس لكل من يعيش فيها".

وذكر أن الطريقة التي تأسست من خلالها الولايات المتحدة الأمريكية هي ذات الطريقة التي تأسست فيها (إسرائيل)، عبر القتل والتطهير العرقي، مشيرًا إلى أن انتهاكات كبيرة للقوانين وعنصريات تمارس في أمريكا لكن لا يعلم بها الجميع.

وتساءل عن سبب اعتقال الفلسطينيين الخمسة؟ رغم أن عملهم كان ضمن مساحة الحريات التي أتاحها القانون الأمريكي أمامهم لجمع التبرعات للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

وأكد أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش أراد حينها تقديم إنجاز أمام الرأي العام الأمريكي بعد هجمات سبتمبر، واتهم القائمين عليها بـ"الإرهاب"، ولاحقًا أعلن عن تجميد أموال المؤسسة وإغلاقها.

وأنشئت المؤسسة الخيرية عام 1988 وكان اسمها "صندوق الأرض المحتلة"، قبل أن يتحول اسمها عام 1992 إلى "مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية"، وهي مؤسسة غير ربحية معفاة من الضريبة، مقرها الرئيس في مدينة ريتشاردسون بتكساس، وكان لها مكاتب في نيوجرسي، وكاليفورنيا، وإلينوي.

وشارك في اللقاء الذي عقد في فندق الكومودور، غرب مدينة غزة، رئيس مجلس العلاقات الدولية باسم نعيم، وشخصيات سياسية وأكاديمية، ومهتمون ونشطاء محليين.

بدوره، أكد رئيس بيت الحكمة أحمد يوسف، أن الأحكام الصادرة بحق الفلسطينيين الخمسة، كانت تمثل الظلم الأمريكي ضد أشخاص يعملون وفق قانون البلاد ولم يتجاوزوه.

يوسف في كلمة خلال اللقاء، أشار إلى أن "الحركة الصهيونية" عملت على تشويه صورة المؤسسة وأصحابها بأنهم يدعمون" الإرهاب"، فضلاً عن محاولات شيطنة المؤسسة بمختلف الطرق والوسائل من "الصهيونية" التي وجدت لدى إدارة بوش آذانا صاغية.

وبين أن قضايا المال الذي كان سيصل غزة والضفة الغربية من أمريكا، هي الأكثر استهدافًا دون غيرها من القضايا الأخرى التي يصل فيها الأمر إلى تحويل مليارات من أمريكا إلى جيوش وجماعات حول العالم، ولا تتخذ الإدارات الأمريكية في المقابل أية إجراءات تجاههم.

وأكد أن الأحكام الصادرة بحق الفلسطينيين "ظالمة" رغم عملهم وفق القانون الأمريكي.

يشار إلى أن أنشطة المؤسسة تركزت على تقديم المعونات للاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان والمناطق الفلسطينية، كما وفرت دعمًا لضحايا الكوارث والحروب في البوسنة وكوسوفو وتركيا والولايات المتحدة.