فلسطين أون لاين

​انطلاق مؤتمر موسكو بمشاركة الفصائل

أبو مرزوق يقدم رؤية حماس للخروج من الوضع الراهن

...
عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق (أرشيف)
موسكو – فلسطين أون لاين

قدم عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، ثلاثة محاور أساسية لخارطة طريق الخروج من الوضع الراهن الذي يعصف بالحالة الفلسطينية، ترتكز على حماية القضية وترتيب البيت الفلسطيني وإنهاء الحصار على غزة.

جاء ذلك في كلمة أبو مرزوق خلال الجلسة الافتتاحية في مؤتمر ينظمه معهد الاستشراق الروسي التابع لوزارة الخارجية الروسية، لبحث مستجدات القضية الفلسطينية، وملف المصالحة الوطنية بمشاركة 10 فصائل فلسطينية.

وانطلق مؤتمر الفصائل الفلسطينية، الاثنين، ويستمر يومين مطلقًا جولة حوار لاستطلاع الرؤى الاستراتيجية للفصائل في محاولة لتقريب وجهات النظر خاصةً على الصعيد الداخلي.

ويمثل حركة "حماس" في المؤتمر عضوا مكتبها السياسي: موسى أبو مرزوق وحسام بدران، ويمثل حركة "فتح" عضوا لجنتها المركزية: عزام الأحمد وروحي فتوح.

وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه الساحة الفلسطينية تطورات خطيرة، أهمها ما يشهده قطاع غزة ضمن مسيرات العودة والحراك الشعبي لكسر الحصار المفروض منذ ما يزيد عن 13 عامًا.

وأعلن القيادي في حماس أنه انطلاقًا من مسؤولية الحركة وطنيا ستستجيب لكل دعوات إصلاح ذات البين وصولا لتحقيق آمال وطموحات شعبنا.

وطرح أبو مرزوق رؤية حماس في الوضع الراهن وكيفية الخروج منه، محددًا خارطة طريق لذلك عبر ثلاثة محاور: أولها حماية القضية والتصدي لمشاريع التصفية، والثاني ترتيب البيت الفلسطيني، والثالث إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة.

وأوضح أن حماية القضية والتصدي لمشاريع التصفية يرتكز إلى 7 محاور تشمل رفض خطة ترمب المسماة "صفقة القرن"، ورفض أي حديث عن دولة في غزة أو انفصال عن الضفة.

كما تشمل التأكيد أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، وستبقى عربية فلسطينية، والتصدي لتصفية قضية اللاجئين وخاصة الأونروا وإعادة تعريفهم، والتمسك بحق العودة إلى ديارنا وأرضنا دون تفريط أو تنازل، ورفض كل أشكال التطبيع أو التنسيق أو التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي على المستويات كافة.

ورأى أبو مرزوق أن ترتيب البيت الفلسطيني يكون عبر الوحدة الوطنية، ويتمثل ذلك في مشروع وطني واحد، وحكومة واحدة ونظام سياسي واحد، ورئيس واحد، ومجلس تشريعي ومجلس وطني ومركزي فاعل مع التأكيد أن المنظمة هي الإطار والمرجع.

وفي تفاصيل هذا البند، طرح رؤية حماس للمصالحة الفلسطينية عبر حوار وطني شامل وتطبيق ما اتفق عليه خاصة في مايو 2011 وأكتوبر 2017، والتأكيد أن المشاركة السياسية متاحة دون إقصاء، والاتفاق على برنامج المقاومة بما يشمل الأهداف وآليات العمل والسياسات.

وأكد أنه وفق هذه الرؤية؛ فإن قرار الحرب والسلم مركزيّ، والمطلوب تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

وأوضح أن مهام حكومة الوحدة الوطنية تشمل متابعة شؤون المواطنين في الضفة والقطاع، والعمل على وحدة الضفة والقطاع وإنهاء المشاكل البينية، والتهيئة لانتخابات شاملة وإجرائها والحفاظ على نزاهتها بدعم لجنة الانتخابات المركزية.

وأشار إلى أن إجراء الانتخابات الشاملة يتطلب الدخول في حوارات وطنية لترتيب الانتخابات والتوافق على كل ما يلزم للمسألة الانتخابية من نسبة الحسم وصيغة الانتخابات، وهل هي رئاسية وتشريعية ومجلس وطني أم أي شيء آخر، وغير ذلك من القضايا.

وقال: "نحن منفتحون على الخيار الوطني الجماعي".

كما أكد ضرورة وقف التراشق الإعلامي من الجميع طارحا فكرة تشكيل لجان فصائلية لمراقبة هذا القرار، وعند التجاوز يرفع للجنة شكوى في هذا الصدد، وهي صاحبة القرار في اتخاذ ما يلزم.

إنهاء حصار غزة

وبيّن أبو مرزوق أن المحور الثالث إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، محذرًا من أن الحصار يحمل مخاطر زيادة الاحتقان الوطني الداخلي والخشية من الانفجار، وتولد الحالات الاجتماعية غير المسيطر عليها من فقر ومرض وهجرة وبطالة، إلى جانب انهيار في البنية التحتية والصناعات المحلية.

وقال: "نحن بحاجة إلى إنهاء معاناة أهلنا في القطاع، وتجنيب أهلنا ويلات الحرب ليس خوفًا من الحرب، ولكن تقديرا للمصلحة".

كما شدد على الاستمرار في تراكم القوة والوحدة الميدانية خشية من عدوان جديد كما حدث في خان يونس مؤخرًا.

وأضاف: "إذا لم يفكّ الحصار نحن مع تعزيز صمود أهلنا في القطاع وكل أماكن وجوده".

واستعرض القيادي الفلسطيني الواقع الفلسطيني الذي يعقد في ظلاله هذا الحوار، مشيرا إلى أنه يأتي بعد التحركات النشطة لمسؤولين أميركيين في المنطقة، والمباحثات الجارية في عدد من العواصم العربية قبيل الإعلان عن فحوى ما بات يعرف إعلاميًّا بـ"صفقة القرن".

وعبر عن "الشكر والتقدير للأصدقاء الروس على دعوتهم الكريمة وحرصهم العالي على الوحدة الوطنية الفلسطينية".

كما شكر فصائل العمل الوطني على استجابتهم خاصة مع وضع وطنيّ غاية في الصعوبة.

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تدير ظهرها لحقوق الشعب الفلسطيني، وتطرح صفقة دون أطراف إلا الطرف الإسرائيلي، في انحياز واضح لمخططاتهم ومخالف لسياسات سابقة لإدارات أميركية متتالية.

كما أشار إلى أن اللقاء يعقد مع بروز مشاكل في الإطار الوطني سواء بحل المجلس التشريعي أو انعقاد المجلس الوطني والمركزي دون الأغلبية الفصائلية والشعبية وإجراءات السلطة ضد قطاع غزة وصولا لانفصالٍ نكدٍ لا يريده أحد، وانسداد في أفق التسوية.

ونبه إلى وجود وضع إقليمي لا يحبه الصديق، ويرحب به كل عدو؛ "فالتطبيع يندفع بلا حساب، والعداوات تتغير مفاهيمها، و(إسرائيل) أصبحت صديقة، وإيران باتت عدوًّا، وأوضاع إقليمية غاية في الإرباك، وعدم استقرار أمني وسياسي واقتصادي".

وقال: "في سياق هذه الظروف تأتي الدعوة من موسكو لإصلاح أحد أوجه السلبيات في الإطار الوطني، وسيتلوها دعوة مصرية للفصائل عسى الله أن يأتي بالخير".