فلسطين أون لاين

​اُتهم باختراق منظومة الطائرات والمطارات

"مجد عويضة".. موهبة استغلها الاحتلال

...
صورة أرشيفية للأسير مجد عويضة
غزة - يحيى اليعقوبي

الأسير "مجد عويضة"، من قطاع غزة، شاب موهوب في مجال الحاسوب، بحث كثيرًا عن من يحتضن موهبته، لكنه لم يجد، فأنشأ نادي المواهب الفلسطيني حتى لا يعاني الموهوبون أمثاله، إلا أن سلطات الاحتلال قررت معاقبته لقتل الإبداع والمبدعين وأصحاب المواهب الفلسطينية.

عويضة الذي يبلغ من العمر (23 عامًا)، تخرج من كلية تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الإسلامية بتقدير امتياز بعد تقديمه مشروعًا عن "روبوت" ناطق باللغة العربية، اعتقل في 23 فبراير/ شباط 2016، أثناء محاولته السفر عبر معبر بيت حانون شمال القطاع إلى الضفة الغربية.

وحكمت محكمة الاحتلال على عويضة يوم الخميس الماضي، بالسجن 9 أعوام بتهمة اختراق منظومة الطائرات واختراق حواسيب الشرطة ومتابعة حركة الطيران في مطار اللد.

والده جواد عويضة (50 عاما) يقول لصحيفة "فلسطين": "إنّ هذا الحكم جائر وظالم، فمجد لم يكن مقاوما أو منتميا لأحد الفصائل، وادعاءات الاحتلال باطلة، مقارنة بمحاكمة الجندي الإسرائيلي الذي قتل الشهيد عبد الفتاح الشريف أمام عدسات الكاميرات".

ويتساءل بحرقة وغضب: "أين العدالة الدولية؟ وأين السلطة الفلسطينية التي لا تحرك ساكنا تجاه قضايا الأسرى ومحاكم الاحتلال التي تنتهك كل المواثيق الدولية؟!"، مطالبا بتحويل قضايا الأسرى لمحكمة الجنايات الدولية.

احتضان مواهب

مجد عويضة الذي لعب ناديه دورا بارزا في احتضان المواهب ومساعدتها في المشاركة في مسابقات عالمية كبرنامج الموهبين العرب (Arabs Got Talent)، منها فرقة "التخت الشرقي"، التي تأهلت في البرنامج، بعد حصولها على ما يعرف بـ"الباز الذهبي"، والفتى "العنكبوت" محمد الشيخ، والرسام الموهوب محمد قريقع وغيرهم.

وما أن زج عويضة في سجون الاحتلال قسرًا تحت ذريعة "اختراق أنظمة حواسيب وطائرات استطلاع ومطارات إسرائيلية"، حتى أغلق نادي الموهوبين الفلسطينيين والذي انتسب إليه 3 آلاف موهوب من قطاع غزة، أبوابه، وأصبحت مواهب الكثيرين في مهب الريح.

ويضيف الوالد: "اعتقل الاحتلال مجد، على معبر ايرز أثناء مغادرته إلى الضفة الغربية، من أجل إطلاق برنامج للمواهب الفلسطينية يوازي برنامج (Arabs Got Talent)، بالتنسيق مع جهات في الضفة، وذلك بالرغم من حصوله على التصريح والموافقة كالعادة، وأوراقه سلمية".

وغُيب في تلك الفترة الشاب عويضة لمدة 29 يومًا في أقبية التحقيق الإسرائيلية، اعترفت المخابرات الإسرائيلية بعد ذلك باعتقاله، ويقول والده: "تواصلنا مع مؤسسات حقوقية منها مركز الميزان لحقوق الإنسان لمعرفة مصيره، إلا أن المخابرات الإسرائيلية كانت تصر على منع زيارته من قبل المحامي".

وبنبرة بدت عليها الحسرة على ما حدث لنجله، يكمل: "شاهدناه أول مرة في أواخر مارس/ آذار الماضي، حينما نشرت صور له وهو في محكمة بئر السبع المركزية"، مشيراً إلى تمتع نجله بعلاقات واسعة لأنه كان يمثل نادي المواهب الفلسطينية.

تضخيم القضية

وعن تضخيم الاحتلال لقضية نجله، يجيب عويضة: "ادعاء الاحتلال جريمة ضمن جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني وتحديدا في غزة، وإن عملية الاتهام وتسويقها جاءت بهدف صنع إنجاز أمني كبير جدا لأن الاحتلال يعاني من مأزق أمني منذ عام 2014".

ويشير إلى أن تضخيم هذه القضية جاء للحصول على مكاسب سياسية خاصة وأن أمريكا حينها رفعت المعونة العسكرية من 4.3 مليارات دولار إلى 5 مليارات سنويًا، وزودت الاحتلال بطائرات استطلاع ضد الترددات والاختراقات، بذريعة أن غزة لديها المقدرة على اختراقها.

بثقته ومعرفته بقدرات نجله يواصل: "رواية الاحتلال باطلة، لأن مجد معروف لدى الجميع أنه مدير لنادي المواهب الفلسطينية، تتواصل معه المؤسسات الدولية المعنية بالموهوبين، وهو النادي الوحيد الذي يستطيع إخراج المواهب الفلسطينية بحكم تواصله وعلاقاته الخارجية".

ولا يخفي أن نجله موهوب في مجال الحاسوب منذ صغره، لكن موهبته لا تصل إلى مستوى ادعاءات الاحتلال، مبيناً أن نجله يمتلك شهادات تقدير وخبرة من مؤسسات محلية ودولية، لدعمه للموهوبين فقط.

ويزيد: "مجد محبوب ولديه طموح كبير، كل من عرفه قال إن عقليته أكبر من سنه". ويتابع: "نحن أمام قضية تهدف لقتل المواهب الفلسطينية من خلال اعتقال مدير مركز المواهب، فالذي يعتقل لدى الاحتلال الإسرائيلي لا يخرج بريئًا".