فلسطين أون لاين

​حالة من الاستياء تخيم على كتاب وإعلاميين بعد إغلاق قناة القدس

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

سادت حالة من الاستياء في صفوف كتاب وإعلاميين ومؤسسات صحفية بعد قرار إغلاق قناة القدس الفضائية، بسبب الأزمة المالية الحادة التي تعصف بها منذ مدَّة.

وأكد صحفيون عاملون في القناة، مساء أول من أمس، تلقيهم بلاغًا إداريًّا بقرار إغلاق القناة بفعل الأزمة المالية الحادة التي تمر بها، مشيرين إلى أن رواتبهم لم تصرف منذ أشهر وأصبحت القناة مثقلة بالديون لشركات البث وغيرها.

وشكل قرار الإغلاق صدمة لدى متابعي القناة، التي تحظى برواج واسعٍ في أوساط الفلسطينيين والمهتمين بالقضيّة الفلسطينية.


مدرسة المقاومة

وأعرب الدكتور عدنان أبو عامر، عميد كلية الآداب ورئيس قسم العلوم السياسية والإعلام في جامعة الأمة للتعليم المفتوح بغزة عن حزنه لإغلاق القناة.

وكتب أبو عامر على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "حزين جدًا على الصعيد الشخصي، حين أتلقى قرار إغلاق قناة القدس الفضائية، نظرًا للأزمة المالية التي تعصف بها"، مؤكدًا أنه شارك في تأسيس النواة الأولى لها.

ونبه أبو عامر إلى أن القناة لم تتمكن من مواجهة هذه العاصفة غير المسبوقة -الأزمة المالية-.

بدوره، قال الكاتب الدكتور أسامة الأشقر: "خاضت قناة القدس تجربتها بقوة، وخاضت معركة الإعلام مع المحتل، وضع فيه مجاهدو الإعلام كل خبرتهم وحكمتهم وحاولوا أن يجعلوا منها مدرسة فذة في المقاومة، وكان لها بصمتها لا سيما في زمان الحروب ومواسم الحملات".

وكتب الأشقر، على صفحته الشخصية في "فيس بوك": "تمكنت قناة القدس، من الصمود عقدًا كاملا من الزمان وزيادة بلا شبكة أمان إعلانية ولا موارد متجددة ولا رعايات".

وأضاف: "ربما خسرت شاشة القدس إطلالتها الزرقاء البيضاء وقبتها الذهبية لكنها صنعت جيلًا من المحترفين والمناضلين في الجبهة الإعلامية، وقد خرّجت جيشًا من ذوي التمكّن والدراية، وتركت لنا تراثًا مصورًا متحركًا يحفظ لنا جزءًا من التاريخ الإعلامي المقاوم".

وأشار إلى أنه مورس بحق القناة حرب قذرة شملتها ومئات المؤسسات الملتزمة بالوطنية وكافحت كثيرًا حتى انكشف ظهرها، متقدمًا بالتحية لمن عمل بالقناة ومؤسسيها ومموليها.

وحدت الأمة

من جانبه، ذكر الأمين العام للمؤتمر القومي العربي السابق معن بشور، أن قضية القدس لا تحييها قناة فضائية أو منبر إعلامي، ولا يميتها إغلاق قناة أو إسكات صوت، لكن اضطرار إدارة القناة لإغلاقها لأسباب مالية "إهانة لكل شخص أو جهة قادرين ويتشدقون بالحرص على القدس والمقدسات ويبخلون على قناة حملت على مدى سنوات قضية القدس وكل فلسطين"، وفق تعبيره.

وأكد بشور في منشور له على موقع "فيسبوك": "أن القناة ساهمت في توحيد أبناء الأمة وأحرار العالم حول أشرف القضايا وأقدس المقدسات، وحرصت أن تكون شاشة مفتوحة لآراء متعددة وجسرًا بين قوى متنافرة.

وأضاف: "أقر لهذه القناة أنها أتاحت لي منبرًا لكي أعبر عن أفكاري ومشاعري وأرائي لتصل إلى أهلنا في فلسطين وإلى أبناء الأمة حيثما يقيمون"، متمنيًا أن تقدم جهة أو أكثر إلى المبادرة لإعادة تشغيلها.


خسارة الإعلام

في السياق ذاته، أعرب منتدى الإعلاميين الفلسطينيين عن قلقه إزاء ما وصفه بـ"استمرار النزيف الحاد في المشهد الإعلامي الفلسطيني".

وقال منتدى الإعلاميين في بيان مكتوب: "سبق ذلك، الأزمة التي عصفت بقناة الأقصى الفضائية وكادت أن تفضي لإغلاقها، فضلاً عن إغلاق قناة الكتاب قبل سنوات"، مشيرًا إلى أن ذلك "يعكس حجم الخسارة الفادحة التي يتحملها الإعلام الفلسطيني جراء تهاوي المؤسسات الإعلامية".

وعبّر منتدى الإعلاميين عن تضامنه مع قناة القدس الفضائية ومكتب المركز الفلسطيني للإعلام بغزة"، داعيًا الجهات المعنية للتدخل والتكاتف من أجل وقف مسلسل النزيف في جسد الإعلام الفلسطيني.

كما ودعت كتلة الصحفي الفلسطيني في بيان لها، إدارة قناة القدس لإعادة النظر في قرار وقفها عن العمل لما يترتب على ذلك من مخاطر كبيرة تتعلق بالرواية والرسالة والمحتوى الإعلامي الفلسطيني.

وقالت الكتلة: "نعبر عن حزننا لما آل إليه مصير القناة التي صدر قرار بإيقاف بثها بسبب الأزمة المالية الخانقة التي عصفت بها خلال السنوات الماضية"، مشددة على ضرورة العمل على توفير الدعم المالي للحفاظ على استمرار القناة في أداء رسالتها في مواجهة الرواية الإسرائيلية.


إعلام مقاوم

من جهته، اعتبر التجمع الإعلامي الفلسطيني، إغلاق قناة القدس، خسارة كبيرة للإعلام الفلسطيني وخدمة مجانية للاحتلال.

وقال التجمع في بيان له: "ببالغ الأسف تلقى الإعلام الفلسطيني قرار إغلاق قناة القدس الفضائية، بسبب الأزمة المالية الخانقة التي عصفًت بها، الأمر الذي حال دون استمرارها في تأدية رسالتها الاعلامية والوطنية".

وأضاف: "هذا القرار شكًل خسارة كبيرة للإعلام الفلسطيني المقاوم، وقًدم خدمة مجانية للاحتلال الإسرائيلي ولإعلامه المضلل، لا سيما في ظل تصاعد العدوان الاسرائيلي الغاشم على شعبنا الفلسطيني".

وذكر التجمع، أن "الإعلام الفلسطيني المقاوم يتعرض لانتكاسات كبيرة، تارة بسبب ممارسات الاحتلال الاسرائيلي، وتارة أخرى بسبب الأزمات المالية الخانقة، مما دفع بعض المؤسسات للإغلاق وأخرى لإقفال مكاتبها في قطاع غزة كالمركز الفلسطيني للإعلام".

وثمن التجمع الاعلامي، الدور الكبير الذي لعبته قناة القدسمنذ انطلاقتها قبل 10 سنوات في تسليط الضوء على الجرائم الإسرائيلية التي تُقترف بحق شعبنا، ودورها الوطني والفاعل في تحشيد الجماهير العربية للانحياز إلى هموم شعبنا وقضاياه المصيرية.

وأعرب التجمع تضامنه الكامل مع كل الزملاء والعاملين في قناة القدس، داعيًا إدارتها والقائمين عليها لإعادة النظر من أجل وقف هذا القرار وانطلاق البث مرة أخرى.