فلسطين أون لاين

​"حمزة اشتيوي" حَلم بجدته تنادي فلبى

...
غزة- صفاء عاشور

ليس الأول في العائلة وربما لن يكون الأخير فحمزة اشتيوي الشاب ذو الثمانية عشر عامًا أُضيف لقائمة شهداء عائلة اشتيوي التي قدمت العديد منهم، حركاته وأقواله وتصرفاته كانت تدل على أنه الشهيد القادم.

والد الشهيد حمزة، محمد اشتيوي قال إن: "حمزة كان يشارك في مسيرات العودة كغيره من الشباب الراغبين برؤية وطنهم الذي حرموا من رؤيته بسبب الاحتلال الإسرائيلي واغتصابه للأراضي الفلسطينية".

وأضاف في حديث لـ"فلسطين": "قبل أربعة أيام حدثني حمزة أنه رأى جدته وعميه الشهيدين أحمد ومحمود وهم ينادون عليه وأنه ذهب إليهم، حلم رآه حمزة مرتين وهو ما رسخ في قلبي أن ابني سيكون شهيدًا خلال الأيام القادمة".

وأوضح اشتيوي أنه كان دائم الطلب من أخته أن تدعو له بنيل الشهادة حتى أنه قال لها إن هذه الجمعة هي الجمعة الأخيرة التي سيشارك فيها بمسيرات العودة الكبرى وأنه لن يعود إليها بعد ذلك بتاتًا.

وأكد أن استشهاد حمزة تحقيق للرؤية التي رآها واستبشار بأن الله سيتقبله في الجنان مع جدته وأعمامه الذين استشهدوا سابقًا، لافتًا إلى أنه بسبب تكرار حلمه طلب منه أن يذهب لزيارة جدته في المقبرة للسلام عليها.

وأردف اشتيوي:" وها نحن الآن نزور أمي وندفن حمزة ليذهب إليها"، مشددًا على أن المصاب عظيم ولكن الله أنزل صبره وسكينته على قلوب جميع من في العائلة.

وبين أن جنود الاحتلال الإسرائيلي يتعمد قتل الأطفال أثناء مشاركتهم السلمية في مسيرات العودة، حيث كان حمزة يشارك دون رفع سلاح يمكن أن يصيب الجنود به، مشيرًا إلى أن إصابة حمزة برصاصة في الرقبة تعني أن قناص الاحتلال الإسرائيلي كان متعمدًا إصابته في مقتل.

وذكر اشتيوي أن الاحتلال يتعمد رفع رصيد القادة الصهاينة في كل مرحلة انتخابية يمرون بها بقتل الأطفال الفلسطينيين، إرضاءً لعنصرية الناخب الإسرائيلي الذي يشترط على قادته قتل الفلسطينيين مقابل النجاح في الانتخابات.

ونبه إلى أن ما حصل لابنه حمزة وحسن شلبي يعد جريمة كبيرة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال دون توقف وذلك خوفًا من هذا الجيل الصغير والذي يخاف من أن يكبر ويستمر في مقاومته حتى يطرده من الأراضي الفلسطينية.

وكان حمزة محمد رشدي اشتيوي 18 عامًا من سكان حي الزيتون في مدينة غزة أصيب بعيار ناري في الرقبة خلال مشاركته في فعاليات مسيرة العودة شرق مدينة غزة، وكان يبعد حوالي 50 مترًا إلى الغرب من السياج الشرقي الفاصل حسب مركز الميزان لحقوق الإنسان.

ولا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل استهدافها للمدنيين الفلسطينيين المشاركين في المسيرات السلمية على امتداد السياج الفاصل شرقي قطاع غزة للجمعة (46) على التوالي، وتستخدم القوة المفرطة والمميتة في معرض تعاملها مع الأطفال والنساء والشبان المشاركين في تلك المسيرات، كما تستهدف الطواقم الطبية والصحافيين.