- سرطان الثدي الأكثر شيوعًا لدى الإناث و"القولون" لدى الرجال
- المسح الذري المتعلق بالتشخيص والعلاج الإشعاعي غير متوافرين
- العلاج الكيماوي يتوافر في أحسن الأحوال بنسبة 60%
- أسباب عدة للسرطان منها التغير الديموغرافي السريع ومخلفات الحروب
كشف رئيس قسم علاج الأورام في مستشفى عبد العزيز الرنتيسي في غزة، الاستشاري د. خالد ثابت، عن زيادة مطَّردة في عدد المصابين بمرض السرطان في قطاع غزة، مبينًا أن وزارة الصحة تستقبل شهريًّا 120-130 حالة سرطان تشخص حديثًا كل شهر، ما يعد عبئًا كبيرًا على الوزارة، واصفًا واقع هذا المرض بأنه "مرير"، كما حذر من نقص في إمكانات علاجه في القطاع.
حاورت صحيفة "فلسطين" د. ثابت تزامنًا مع اليوم العالمي للسرطان الذي يحل اليوم، وحذر من أن نسبة حدوث السرطان في 2010 كانت 65 حالة لكل 100 ألف مواطن، ووفقًا لآخر إحصاءات عام 2016 بات العدد 90 حالة لكل 100 ألف.
وقال: ما يعادل 1800 حالة جديدة تشخص سنويًّا في القطاع من مرضى السرطان، وهذه الأعداد تضاف إلى سابقاتها من السنوات السابقة.
وبيَّن ثابت أن الحالات تصاب بجميع أنواع السرطان، لكن بعضها بدأ يظهر مثل سرطان القولون، حيث هناك زيادة مطَّردة في عدد حالاته، وهناك زيادة في عدد المصابين بسرطانات الغدة الدرقية.
وأوضح ثابت أن الأكثر شيوعًا لدى الإناث الإصابة بسرطان الثدي ثم القولون ثم السرطانات الليمفوية ثم سرطان الغدة الدرقية، وبالنسبة للرجال سرطان القولون ثم الرئة ثم السرطانات الليمفاوية، أي أن هناك صعودا ملحوظا لسرطانات القولون في القطاع خلال الثلاث أو الأربع سنوات السابقة.
ولفت إلى أن العديد من الأسباب تؤدي إلى زيادة مطَّردة في عدد حالات السرطان في القطاع، أولها التغير الديموغرافي السريع، حيث إن هناك زيادة في عدد سكان قطاع غزة في بقعة محصورة جدًّا.
والسبب الثاني، بحسب ثابت، مخلفات الحروب العدوانية الاحتلالية على القطاع، أما السبب الآخر فهو الاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية والمخصبات الزراعية.
ونبه إلى وجود نقص في إمكانات علاج السرطان في القطاع، مبينًا في الوقت نفسه أن العلاج ينقسم لمراحل عدة منها الجراحي ثم الكيماوي والإشعاعي ثم الأدوية البيولوجية والمناعية وما شابه ذلك.
وفيما يتعلق بالعلاج الجراحي فإن 85% من مرضى السرطان يمكن إجراء هذه المرحلة من العلاج لهم، ويبقى حوالي 15% يمكن تحويلهم إلى الخارج ليس لعدم توافر كوادر وإنما لعدم توافر إمكانات لهذه العمليات الجراحية.
وتابع ثابت أن العلاج الإشعاعي مكون أساس من مكونات علاج السرطان، وهو غير متوافر نهائيًّا في القطاع، ما يضطر الوزارة لتحويل المرضى للخارج لتلقي هذه الخدمة سواء في مستشفيات شرق القدس المحتلة أو جمهورية مصر العربية.
أما العلاج الكيماوي ففي أحسن الأحوال يتوافر بنسبة 60%، وعندما تكون هناك ضائقة يتوافر بنسبة قد لا تزيد على 40%، بحسب ثابت.
وقال رئيس قسم علاج الأورام في "الرنتيسي": إن بعض الأمور ذات العلاقة بالتشخيص مثل المسح الذري غير متوافرة في قطاع غزة.
معوقات الحصار
وفيما يتعلق بسفر المرضى لخارج قطاع غزة، أضاف ثابت أن الكثير من المعوقات لها علاقة بالحصار الإسرائيلي وطريقة إصدار التصاريح للمرضى، إذ إن الكثير من المرضى لا يستطيعون الحصول على تصاريح لمغادرة القطاع للعلاج.
وبيّن أن سلطات الاحتلال تمنع نسبة 60% من مرضى السرطان من المغادرة عبر حاجز بيت حانون "إيرز".
ووجه ثابت صرخة لكل العالم أن "أنقذوا مرضى السرطان في غزة"، لافتًا إلى أن هناك العديد من الإشكالات التي تتعلق بهم ويجب حلها وإتاحة جميع الخدمات المطلوبة لهم كي يستطيع المريض الحصول على علاجه بكرامة وكفاءة ولا يضطر للسفر إلى خارج القطاع، نظرا لكونه مكلفا من ناحية مادية واجتماعية ونفسية.
وتابع: لو أردنا أن نحل مشاكل قطاع غزة بهذا الخصوص، يمكن إنشاء مركز متكامل لعلاج السرطان في القطاع على غرار مركز خالد الحسن في الضفة الغربية، يمكن أن يستوعب جميع حالات هذا المرض في غزة.
ونبه استشاري علاج الأورام إلى أن الوقاية خير من العلاج، لافتا إلى أن في وزارة الصحة أو منظمات غير حكومية "NGOs" برامج لها علاقة بالكشف عن سرطان الثدي، وهي فعالة جدًّا، ونتاجها الكشف عن العديد من حالات سرطان الثدي في مراحل أولية.
وشدد ثابت على أهمية إجراء الفحص المبكر للإنقاذ من السرطان.