فلسطين أون لاين

​بإعلان الجيش البدء في تشييد جدار لتطويق غزة

مختصان: نتنياهو يوظف المشاريع الأمنية لخدمة أجندته الانتخابية

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

رأى مختصان أن ما أعلن عنه جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، للبدء في تشييد الجزء العلوي من السور المحيط بقطاع غزة بلا جدوى، إذ يأتي ضمن محاولات استمالة جمهور الناخبين الإسرائيليين.

وعدّ المختصان في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين" أن بناء الجدار يأتي ضمن مساعي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لتسويق نفسه ببدء دعاية انتخابية عنوانها مشاريع أمنية استعدادا للانتخابات الإسرائيلية المبكرة المرجح انعقادها في أبريل/ نيسان المقبل.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، عن بدء تشييد الجزء العلوي من السور المحيط بقطاع غزة، ابتداء من الخميس الماضي، والذي سيوصل بالسور السفلي المضاد للأنفاق، وسيجري البدء من منطقة العائق البحري شمالي القطاع قرب "كيبوتس زيكيم" وحتى معبر كرم أبو سالم بالجنوب.

في حين ذكرت القناة السابعة العبرية، أن السور يبلغ طوله 65 كم بارتفاع 6 أمتار ومزود بمجسات وكاميرات ووسائل تكنولوجية متطورة، مشيرة إلى أنه سيكون مشابها للسور الفاصل على الحدود الشرقية مع الأردن والجنوبية مع مصر.


الجبهة الداخلية

ورأى المختص في الشأن العسكري يوسف الشرقاوي، أن بناء الجزء العلوي من السور المحيط بالقطاع، بلا جدوى، ويأتي من أجل حماية الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وقال الشرقاوي: "يحاول نتنياهو استغلال المشاريع الأمنية ومنها بناء الجدار الإسرائيلي حول القطاع، في مسعى لتوظيفها في الدعاية الانتخابية لسباق الكنيست، في محاولة لكسب أصوات الناخبين".

وعدّ أن جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية المحتلة أصبح بلا جدوى بفعل صمود الشعب الفلسطيني ومقاومة الاحتلال، مؤكدًا أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قادرة على استنزاف سلطات الاحتلال الإسرائيلي ماليًا، وإفشال الجدار الذي يراد منه حماية جبهتها الداخلية.

وحث المقاومة الفلسطينية في القطاع على إفشال بناء الجدار واتباع خطط بديلة لكشف زيف الاحتلال الذي يحاول تجريمها وتضييق الخناق عليها، مشيرًا إلى أن المقاومة لديها إستراتيجية لإفشال الاحتلال وتجاوز أي عائق إسرائيلي لتحقيق أهدافها.


إبداعات المقاومة

ويتفق الخبير في شؤون الأمن القومي إبراهيم حبيب، مع سابقه بأن سلطات الاحتلال تحاول من خلال الجدار طمأنة جمهورها الداخلي وأنها لم تدخر جهدًا لحمايته.

ورأى حبيب أن تشييد الجدار جاء نتيجة استخلاص العبر عقب اعتداء جيش الاحتلال على شعبنا الفلسطيني، وما أنجزته المقاومة في التصدي له وإيقاع الخسائر في صفوفه.

وأشار إلى أن حالة التضخيم التي ترافق بناء الجدار الشرقي والشمالي مع القطاع توحي بحالة الأزمة التي تواجه الاحتلال الذي يحاول من خلالها إسقاط الهزيمة على المقاومة لمنع مواجهتها، ولإرسال رسالة طمأنة للجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وقال: "يدرك الاحتلال مخاطر الاقتحام والعمل خلف خطوطه فجاء بناء الجدار في محاولة لتحجيم قدرة المقاومة على المساس بجيشه وجبهته الداخلية، ولمواجهة الأنفاق الهجومية وعمليات التسلل".

وأضاف: "المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي عند الجدار ولديها من الإبداعات لمواجهة الجدار العلوي والسفلي"، لافتًا إلى أن المقاومة تمارس حرب عقول طويلة وممتدة وصولًا للحق الفلسطيني.

ولفت إلى أن المقاومة تجاوزت الجدار من خلال ما تمتلكه من إمكانات كسلاح الطيران الذي مكنها من رصد تحركات الاحتلال دون أن يشعر بها رغم ما يمتلكه من تكنولوجيا متقدمة ، وذلك بحسب قادة الاحتلال الذين اعترفوا بأنهم رصدوا أخيرًا طائرات صغيرة اجتازت السياج الأمني الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة عام 1948.