فلسطين أون لاين

​الطفل "الشواف".. حقوق ضائعة بين "الرفض الأمني" و"التغطية المالية"

...
صورة أرشيفية
غزة/ صفاء عاشور:

رحلات العلاج من مرض السرطان "مأساة حقيقية" لكل مصاب وعائلته، ولكن في قطاع غزة تزيد المعاناة نظرًا لظروف الاحتلال والحصار.

صدام حسين الشواف طفل مصاب بالسرطان في الدم، وقد أصيبت عائلته بصدمة كبيرة عند معرفتها بهذا الأمر، لتبدأ بعدها رحلة المتاعب والمعاناة بدلًا من رحلات العلاج والشفاء.

نسرين الشواف والدة صدام توضح أن معاناة ابنها تتمثل في وضع الاحتلال شروطًا تعجيزية أمام توفير مرافق دائم له في رحلة علاجه.

وتضيف الشواف لصحيفة "فلسطين": "مع بدء رحلة علاج صدام كان والده الذي يبلغ من العمر 67 عامًا يذهب معه، ولم يكن هناك أي مشاكل، إلا أننا فوجئنا في إحدى المرات برفض قبول الوالد مرافقًا لصدام".

وتتابع: "رسالة وصلت إلينا على الهاتف المحمول تخبرنا بأن الأب مرفوض أمنيًّا دون إبداء أي أسباب، وتكرر الأمر أربع مرات بعد ذلك"، مشيرةً إلى أنهم رضخوا للأمر الواقع، وتقدمت هي لمرافقة ابنها، فووفق عليها، ورافقته في أكثر من رحلة علاج له في مستشفيات فلسطين المحتلة سنة 1948م.

وتنبه إلى أنه رفض الاحتلال قبول مرافق لصدام يضيع عليه فرصة نيل العلاج حسب الجدول الموضوع لرحلة العلاج، وهو ما أثر في وضعه الصحي.

وتذكر الشواف أنه لا يوجد مسوغ لرفض الاحتلال قبول والده مرافقًا، خاصة أنه كبير في السن ويعاني مرض السرطان، مشيرة إلى أنها بعد ذهابها أكثر من مرة مرافقة لابنها للعلاج في فلسطين المحتلة سنة 1948م رفضت كذلك لأسباب أمنية.

وتلفت إلى أن صدام في كثير من الأشهر الماضية بقي دون علاج؛ بسبب عدم توافره في قطاع غزة، الذي يحاصره الاحتلال منذ 13 سنة، مستدركةً: "إذا توافر يكون بكميات قليلة؛ فتكون جدوى العلاج قليلة، وأحيانًا لا فائدة منه".

وتؤكد الشواف أن الاحتلال يتلاعب بهم برفض قبول المرافقين لطفلها، أو تأخير التغطية المالية اللازمة للحصول على العلاج، لافتةً إلى أنه في حال توافرت في موعد معين فإن الاحتلال يرفض المرافق، وأنه إن وافق على المرافق فإنه يؤخر التغطية المالية.

وتقول: "دوامة لا نهاية لها نعيشها مع صدام، دون أي جدوى"، مبينة أنها تأتي من بلدة عبسان في محافظة خان يونس إلى دائرة العلاج بالخارج في مدينة غزة، منذ الصباح حتى نهاية الدوام، على أمل أن يأتي القبول من الاحتلال، لكنها تعود خالية الوفاض.