فلسطين أون لاين

​أدت مناسك العمرة قبل أيام جائزةً لحفظها القرآن

سماح مبارك.. طفلة غزة التي ارتقت على أبواب القدس

...
سماح عادت قبل أيام إلى الضفة الغربية بعد أدائها مناسك العمرة
رام الله- غزة/ إسماعيل الغول:

لم يدر بخلد عائلة مبارك من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أن تُفجع باستشهاد إحدى بناتها على أبواب مدينة القدس المحتلة التي لطالما حلمت بأن تزورها.

فعائلة زهير مبارك التي قدمت من غزة للعيش في الضفة الغربية المحتلة، وسكنت أم الشرايط قضاء رام الله، قصدت العيش كغيرها من العائلات هربا من جحيم الحصار الإسرائيلي.

وفجعت العائلة باستشهاد ابنتها سماح مبارك (16 عاما)، عقب إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار صوبها على حاجز الزعيم شرق القدس المحتلة، في أثناء ذهابها لمدرستها.

ورفضت سماح طالبة الصف العاشر الثانوي وحافظة القرآن الكريم خلع نقابها استجابة لأوامر جنود الاحتلال، فأطلقوا النار عليها، وزعموا أنها حاولت تنفيذ عملية طعن.

وذكر عم الشهيدة، إياد مبارك، أن سماح غادرت منزلها كالعادة نحو مدرستها، مثقلة بحقيبتها المدرسية، فهي تمر كل يوم من أمام الحواجز العسكرية، دون أوامر بخلع نقابها.

وعبر عن حزنه الشديد لفقدان العائلة الطفلة الصغيرة، متسائلا: "لماذا قتلوا طفلة صغيرة؟ ما الذنب الذي اقترفته سماح؟".

وأشار إلى أن سماح عادت قبل أيام إلى الضفة الغربية بعد أدائها مناسك العمرة في المسجد الحرام؛ تتويجا لحفظها القرآن الكريم.

ونشرت شرطة الاحتلال مقطع فيديو يظهر فيه جندي عسكري وهو يطلق النار صوب سماح، في حين يفتش جندي آخر حقيبتها المليئة بالكتب والدفاتر.

وفي مشهد آخر، تظهر كاميرات المراقبة الطالبة المنقبة، وهي تسير بشكل اعتيادي إلى الحاجز مشيا على الأقدام.

وتابع عم سماح: "الاحتلال لا يحتاج لمسوغ لقتل الأطفال"، مؤكدا أن العائلة لا تصدق رواية الاحتلال التي يحاول من خلالها تبرير جريمة قتله الطفلة.

وأضاف: "سماح طفلة ولا تشكل خطرا على الاحتلال".

واعتقلت أجهزة مخابرات الاحتلال، أمس، والد سماح، زهير مبارك، بعد استدعائه للمقابلة، وفقا لخال الشهيدة.

وقال خالها: "العائلة تعلم أن سماح ذاهبة إلى المدرسة.. لكنها تفاجأت وفجعت بخبر استشهادها".

وتضاف جريمة قتل الاحتلال الطفلة سماح إلى عشرات الجرائم المشابهة، حيث قتل من قبلها الفتاة هديل الهشلمون (18 عامًا) من سكان مدينة الخليل عام 2015، بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن.

وحاول جنود الاحتلال آنذاك إجبار الهشلمون على الخضوع لعمليات تفتيش مهينة وخلع نقابها، لكنها رفضت، قبل أن يتدخل رجل من الموجودين بالمكان لدى الجنود وينصحها بالخروج من الحاجز تفاديًا لإذلال الجنود، وحينما همت الفتاة بالرجوع للخلف والعودة للخروج من الحاجز حاصرها الجنود وأطلقوا صوبها عددا من الرصاصات أصابت جسدها من مسافة قصيرة.

وفي العام ذاته استشهدت الطفلة أشرقت قطناني (16 عاما) على حاجز حوارة جنوب نابلس، بعد أن دهسها أحد المستوطنين، بزعمه نيتها تنفيذ عملية طعن، وبعد ذلك أطلق الاحتلال النار عليها، في نية مسبقة لقتلها.