أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمود الزهار، أن 74 دولة اعترفت بشرعية المجلس التشريعي في مؤتمر "برلمانيون من أجل القدس" الذي عقد في مدينة إسطنبول التركية في منتصف ديسمبر الماضي، بحضور عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، الذي تم تجاهله تماما.
وقال الزهار في حديث لصحيفة "فلسطين" اليوم الثلاثاء: "تحدثنا في الكلمة الختامية بالمؤتمر وتجمعت حولنا كل الوفود في الصورة النهائية الفوتوغرافية وقابلنا وفود 74 دولة، كلهم جلسوا معنا واستمعوا إلينا وتبنوا موقفنا، باستثناء "الأحمد" الذي لم يجد من يصافحه".
ونبه إلى أن المجلس التشريعي وقع خلال جولته الخارجية الأخيرة اتفاقيات مع جنوب أفريقيا، تدين الاحتلال في البند الأول، وتنظر في مطالب الشعب الفلسطيني في الثاني، متابعًا: "وهذا يؤكد الصورة الختامية أن المجلس التشريعي الذي تمثل حماس أغلبيته حظي باعتراف الدول التي شاركت بالمؤتمر، مؤكدًا أن المشاركين يعرفون أن هذا المجلس منتخب وأن عباس لا يمثل الشارع الفلسطيني".
وحول مماطلة الاحتلال في تنفيذ تفاهمات كسر الحصار، قال الزهار: "الاحتلال في فترة انتخابات حاسمة وصورة نتنياهو اهتزت بفعل مسيرات العودة وكسر الحصار، واهتزت فيما يتعلق بالمساعدات التي كان دائما يحاول أن يخنق غزة من خلالها، وأصبحت تفرض عليه فرضا"، مشيرًا إلى أن نتنياهو حاول اختلاق مجموعة من الأكاذيب بالبحث عن انجازات وهمية باكتشاف نفق جنوبي لبنان.
وأضاف: "للأسف الشديد السلطة الفلسطينية تسوق لنتنياهو هذه الانجازات (..) في فترة الحملات الانتخابية تجد مجموعة من الخطوات التي تخدم الانتخابات وقد لا تكون منطقية من ضمنها الوضع الحالي الذي نحن فيه".
وأكد الزهار استمرار مسيرات العودة وأدواتها، وأن هناك اتفاقيات لا بد أن يلتزم بها الاحتلال"، مستدركا: "لكن ما دام هناك يهودي في فلسطين المحتلة سيبقى نقض العهود ديدنهم".
ولفت إلى أن نتنياهو يحاول الظهور أمام الناخب الإسرائيلي أنه لم يخضع لغزة، بوضع شروط بالتدخل في كيفية توزيع المنحة القطرية، ويجد حججا "كاذبة" أن لا تذهب للمسلحين، مع أن من يقتلهم كلهم أطفال ونساء غير مسلحين، بالتالي هو لا يريد أن يبدو في صورة الناخب أنه خضع أو رضخ، وبمجرد ما رفضنا شروط الاحتلال عادت موجة المسيرات من جديد.
وفي موضوع تشكيل حركة "فتح" حكومة جديدة خلفا لحكومة الحمد الله، قال الزهار: "هم ينفذون "صفقة القرن" التي أصبحت ملامحها واضحة بأنها فقط بالضفة الغربية، وهم يقطعون الآن شرايين الشراكة الوطنية، بالحديث عن حكومة فتحاوية لا يشارك فيها أحد من الفصائل الفلسطينية صاحبة الوزن الشعبي (..) اللعبة أصبحت مكشوفة".
وشدد الزهار على أن المطلوب إجراء انتخابات بلدية وتشريعية ورئاسية ومجلس وطني، قائلا: "هم لا يريدون تلك الانتخابات لأنها بالتأكيد ستكون لصالحنا – وهذا مؤكد – وسنلغي اتفاقية "أوسلو"، لذلك لا يريدون هم ولا الاحتلال ولا ترامب إجراء تلك الانتخابات".
واعتبر أن قضية تشكيل الحكومة واحدة من الحيل التي يخرجها "الساحر الإسرائيلي" ليخدع فيها الناس بأن هناك ديمقراطية، مشيرا إلى أن "صفقة القرن" ماضية بقرار من عباس والحكومة أداة تنفيذية في ذلك.
وذكر أن ملامح الصفقة أصبحت واضحة قالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, أن الأراضي المحتلة عام 1948 "انتهت"، والحديث الآن أن يجري تبادل بين أراضي الضفة مع أراضي المستوطنات الإسرائيلية فيها، وأن تكون العاصمة بأحد الأحياء العربية شرقي القدس.
وعدّ تطبيق "صفقة القرن" تصفية للقضية الفلسطينية، مضيفا: "أسميها حل المشكلة الإسرائيلية، لأن الدول العربية طبعت علاقتها وتتعاون أمنيا وسياسيا مع الاحتلال، والقضية الفلسطينية ذبحتها منظمة التحرير، وأوصلتها لهذه الحالة والمقاومة محاصرة في غزة.