فلسطين أون لاين

تطويرًا للمحتوى العربي مبادرة شخصية

...
غزة/ هدى الدلو

المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي يرى عجب العجاب في منشورات المستخدمين، الذين لا يراعون أي أصول أو قواعد للغة العربية، ما ينذر بتدهور المحتوى العربي.

كل هذا سبب ضيقًا وضجرًا لمحمد عوض من جانبين، الأول الأخطاء الفادحة في اللغة العربية التي هي لغتنا الأم، الذي يلقي بظلاله على الجانب الآخر، وهو التدهور في المحتوى العربي، وهذا يعني عدم القدرة على التسويق لمشاكلنا وقضيتنا.

ما دفع عوض إلى طرح مبادرة شخصية تعنى بتطوير المحتوى العربي على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ استعد إلى استقبال منشورات مستخدمي هذه المواقع قبل السماح بنشرها لتدقيقها لغويًّا وإملائيًّا مع الاحتفاظ بخصوصياتهم.

الشاب محمد زهير عوض مهندس مدني، مختص ومدرب في مجال "السوشيال ميديا" وصناعة المحتوى الفعال، وناشط على بعض منصات الإعلام الاجتماعي.

خطرت بباله الفكرة بعد مشاهدته كثيرًا من المنشورات لمستخدمي المواقع، والمحتوى المحلي والعربي الممول وغير الممول، وما تحتويه من مشاكل كثيرة في اللغة والصياغة والمضمون أيضًا.

وقال: "أرى لغتي التي أعتز بها فيها كل هذا الخطأ والتهاون، إضافة إلى أن مجرد نشرها على منصات التواصل الاجتماعي معناه أنها وصلت إلى كل العالم، وليس فقط على المستوى المحلي أو الإقليمي".

وأشار إلى أنه كانت له عدة محاولات نقدية لعدد من المنشورات والأخطاء الفادحة التي تحتويها، ولكنها لم ترتق إلى أكثر من عدها مزحة أو نكتة، ولم يؤخذ الموضوع جديًّا كما كان يتمنى، مضيفًا: "لذلك قررت تسخير مهاراتي اللغوية لتحسين جودة المحتوى المكتوب طوعًا مني، وطلبت من الأصدقاء الذين يمتلكون مهارات لغوية، ولديهم حب المساعدة أن يكونوا جزءًا من المبادرة، أو -على الأقل- نشرها بين الناس".

وبين عوض أن هناك تفاعلًا بسيطًا مبدئيًّا، وترحيبًا كبيرًا بالمبادرة، ولكنه يتمنى توسيع التفاعل أكثر ليتمكن من طرح خطوته الثانية: إنشاء صفحة خاصة تخدم أهداف المبادرة، وتكون سلسة وسهلة الوصول إلى الجميع.

ويهدف من المبادرة لتقديم خدمة مجانية لتدقيق المنشورات لغويًّا وإملائيًّا قبل نشرها، ولكن الهدف البعيد هو نشر ثقافة الاهتمام باللغة، وإعطاؤها حقها في كل أنواع المحتوى المكتوب أو المسموع أو المرئي.

وتابع عوض حديثه: "إنها مبادرة فردية بسيطة، لكن هدفها كبير، وهو تحسين وتطوير اللغة التي يستخدمها العرب في منشوراتهم على منصات التواصل، بهدف تطوير المحتوى العربي إجمالًا على منصات التواصل الاجتماعي، الذي هو محتوى ضعيف مقارنة بالمحتويات التي تنشر باللغات الأخرى".

ويطور المبادرة بمشاركات الناس، وتوسيع العمل عليها لتتعدى مجرد حساب شخصي يدقق منشورات الآخرين، ويحاول أيضًا التشبيك مع بعض الجهات الداعمة للمحتوى العربي لتكون شريكة في المبادرة.

ويرى عوض أن المحتوى العربي ضعيف مقارنة بالمحتويات التي باللغات الأخرى، والسبب أن كثيرًا من المستخدمين العرب أنفسهم أهانوا اللغة باستخدامهم مصطلحات غريبة، واستهانتهم بالعربية الفصحى وضرورة تدقيقها، وأنهم أيضًا استخدموا اللهجات العامية، الذي قد يكون مقبولًا ومسوغًا لبعض، لكن المصيبة تكمن عندما يستخدم اللغة الفصحى أفراد أو مؤسسات أو جهات رسمية، وتكون فيها أخطاء فادحة، وهنا لابد من وقفة ومراجعة لما ينشر.