تهيمن على الأسرى في سجن "عوفر" حالة من الترقب والحذر؛ خشية تنصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي من التفاهمات الجديدة، عقب سلسلة اعتداءات شنتها عليهم، وتسببت بإصابة عدد كبير منهم، بحسب مسؤول مكتب إعلام الأسرى بغزة ناهد الفاخوري.
ولفت الفاخوري لصحيفة "فلسطين" إلى توصّل أسرى سجن "عوفر" الإسرائيلي القريب من مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، إلى تفاهمات مع إدارة السجن بعد سلسلة لقاءات جمعت بين الهيئات القيادية للحركة الأسيرة وإدارة سجون الاحتلال.
وأكد أن الاتفاق يضمن الحفاظ على كرامة الأسرى وكذلك المنجزات التي حققوها.
لكنه نبه إلى أن إدارة سجون الاحتلال ناقضة للعهود ولا تقف عند التزاماتها، وتنتهز أي فرصة للانقضاض على الأسرى، مبينًا أن الأخيرين لم يخرجوا للرأي العام ببيان حول التفاهمات الأخيرة لأن الحديث فيها عبر الإعلام يسبب إشكاليات ويؤثر على طبيعة الاتفاق بحكم التحريض الذي كان لدى الاحتلال.
وأردف أن "الحديث عن اتفاق سيؤثر بشكل سلبي على بنوده، لكن أسرى عوفر وجهوا رسائل شكر للهيئات القيادية في السجون والهيئة القيادية لأسرى عوفر، والشعب الفلسطيني، بعد توصلهم للتفاهمات"، متوقعًا أن يخرج الأسرى قريبًا ببيان للرأي العام بعد مراقبة سلوك إدارة السجن من التفاهمات.
وأشار مسؤول مكتب إعلام الأسرى إلى أن ما يكفل ويضمن التزام الاحتلال بالتفاهمات مع أسرى "عوفر" هو جهوزية الأسرى واستعدادهم لاستئناف معركتهم وخوض الخطوات التصعيدية ضد إدارة السجون.
وأكد أهمية إبقاء الاحتلال وسجانيه تحت الضغط والتهديد في نفس الوقت، خاصة أن الظروف الآن غير مواتية للتصعيد في السجون من وجهة نظر حكومة الاحتلال، بحكم جهوزية الأسرى للرد على التصعيد ضدهم بتصعيد مضاعف.
وأكمل الفاخوري: "إذا لم يلتزم الاحتلال بالتفاهمات الجديدة، فإن أسرى عوفر ومعهم الحركة الأسيرة في السجون، سيواجهون عدم الالتزام هذا".
وشدد على أن الهجمة كانت شرسة على أسرى سجن عوفر في الآونة الأخيرة، والحركة الأسيرة لم تترك السجن وحده، واتبعت برنامجا تصعيديا للتصدي لإدارة السجون، أعدته الهيئة القيادية العليا لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
وشمل التصعيد إغلاقا للأقسام، وتسليم إدارة السجن رسائل قوية تتضمن قوائم بأسماء أسرى جاهزين لخوض الإضراب المفتوح عن الطعام، وخطوات تصعيدية كانت ستتبع ذلك.
ونبَّه الفاخوري إلى أن التوتر والتصعيد في السجون لم يكن من مصلحة حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، وبالتالي استطاعت قيادة الحركة الأسيرة في سجن عوفر وغيره من السجون، التوصل إلى تفاهمات بعد لقاءات مطولة بين قيادة الحركة الأسيرة في سجني "إيشل" و"ريمون".
وتعرض أسرى "عوفر" منتصف الأسبوع الماضي، لقمع عنيف من قوات إسرائيلية خاصة اقتحمت غرف السجن واعتدت على الأسرى وأصابت عددا كبيرا منهم.
ونددت أوساط محلية شعبية ورسمية وحقوقية، بما حدث بحق أسرى "عوفر" من اعتداء وقمع، وعدّوا ذلك "جريمة" بحق أسرى يطالبون بحقوقهم، ويريدون انتزاعها من السجان.