فلسطين أون لاين

العاروري يكشف عن 4 مداخل لتحقيق المصالحة طرحتها حماس

...
صالح العاروري
متابعة - ربيع أبو نقيرة

كشف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" صالح العاروري، عن طرح حركته أربعة مداخل لتحقيق الوحدة الوطنية، مؤكدا أنها ما زالت تطرحها لإنهاء الانقسام.

وقال العاروري، خلال لقاء مع فضائية الأقصى: "لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يحقق إنجازات تحررية إن لم يكن هناك تفاهم وطني، والمراحل التي حقق فيها شعبنا إنجازات كبيرة كانت مراحل وحدة وطنية".

وتابع: "نحن لا نستطيع التخلي عن هدف استعادة الوحدة الوطنية، من أجل القدرة على تحقيق الانجازات، والصمود في وجه المؤامرات الكبرى".

وأشار العاروري إلى وجود اتفاق فلسطيني على أن هناك إرادة أمريكية وصهيونية وإقليمية لحل تصفوي للقضية الفلسطينية، لذلك يجب أن تنجح المصالحة، و"نحن لن نغلق باب المصالحة وسنسعى لهذا الهدف في كل فرصة".

وتابع: "نحن في حماس لا نفكر في فرض إرادتنا على بقية مكونات الشعب الفلسطيني، وشعبنا اليوم بحاجة للتصدي لمشروع تصفية القضية وهذا يتطلب وحدة وطنية فلسطينية"، مشددا "نحن لا نغلق باب المصالحة، وهذا الهدف غير قابل للتنازل".

وأوضح العاروري أنه لا يستطيع أن طرف فلسطيني أن يفرض إرادته على بقية مكونات الشعب الفلسطيني، مخاطبا الإخوة في حركة فتح "لا يمكن أن تفرضوا إرادتكم على الجميع لمجر أنكم تريدون ذلك".

وقال: "أعرف أن موضوع المصالحة أصبح ممجوجا لدى شعبنا، من كثرة الاتفاقات التي حدثت فيه، لكنه هدف لا يمكن التنازل عنه"، مضيفا: "لا نريد الهيمنة والسيطرة والتفرد، نريد شراكة فلسطينية لا يغيب عنها أي فلسطيني".

وتابع العاروري: "عرضنا على الإخوة في فتح في الحوارات المباشرة والغير مباشرة، أننا مستعدون لتحقيق الوحدة الوطنية عبر أربعة مداخل، كل واحد منها كافي لإنجاز الوحدة".

أول المداخل جهوزية حركة حماس للذهاب لانتخابات في كل المؤسسات التي تمثل شعبنا الفلسطيني، ويقول الشعب فيها كلمته، وتكون كل المؤسسات الفلسطينية منتخبة، فـ "نحن لا نسعى لأن نكون أغلبية في المؤسسات الفلسطينية وجاهزون للشراك"، وفق حديثه.

وأضاف: "لكنني أقول فتح لا تريد الانتخابات"، وأكمل: "نقبل بإرادة وقرار شعبنا مهما كان، ونحن جاهزون للانتخابات، والأخ أبو العبد هنية أعلن مبادرة للوحدة الوطنية، الأساس فيها أن يقول الشعب كلمته، ونحن نحترم إرادة شعبنا مهما كانت".

والمدخل الثاني هو طرح حركته عقد مجلس وطني توحيدي، على أن يعقد خارج فلسطين، بحضور جميع القوى الوطنية بما فيها حماس والجهاد الإسلامي، "لكن للأسف ذهبت فتح لعقد المجلس الوطني والمركزي في رام الله تحت الاحتلال"، قال العاروري.

وأوضح أن المدخل الثالث هو طرح حركته الإطار القيادي الموحد بحضور قيادات الفصائل الفلسطينية، ليتخذ القرارات التي يراها مناسبة لإنهاء الانقسام ورسم المسار الفلسطيني، قائلا: "نحن لا نريد أن نكون متفردين في قرار الحرب، ولكن مقابل هذا ليس من حق أحد أن يتفرد في القرار السياسي".

وذكر أن المدخل الرابع وهو الأسهل وفق حديثه، وهو طرح ضرورة عقد حكومة وحدة وطنية، يقف من خلفها المجلس التشريعي، وما زلنا نطرح هذا الأمر، ونؤكد أننا لا نعترف بحل المجلس التشريعي، تتخذ الإجراءات اللازمة لإنهاء الانقسام، موضوع الموظفين والضرائب والمعابر، وكل القضايا المتعلقة بالانقسام.

وقال العاروري: "طرحنا مداخل أربعة وما زلنا نطرحها"، مشيرا أن مصر مقتنعة بالطرح الذي قدمناه؛ لأنه ليس طرحا حزبيا، فهو يرد الأمور لكل الشعب الفلسطيني.

ولد مسخا

كما أشار إلى أن اتفاق أوسلو ولد في الظلام والمفاوضات التي جرت عليه كانت بعيدة عن شعبنا وقواه، لذلك ولد مسخا، قائلا: "يتحدثون عن الحلول المؤقتة، وأوسلو هي التي جاءت بالحلول المؤقتة، وليس حركة حماس".

وأوضح العاروري أن الاحتلال فشل في كل محاولاته لكسر إرادة الأسرى، فخرجوا أكثر قدرة على ممارسة دورهم في مواجهة الاحتلال، قائلا: "التصعيد الوحشي ضد الأسرى، جزء من الدعاية الانتخابية في الكيان الصهيوني، وهي عملية هجوم جبانة على الأسرى البواسل".

ولفت أن الساحة الفلسطينية تشهد حالة تضامن عالية ومشرفة مع الأسرى، وإن شعبنا لم يخذل يوما أسرانا داخل السجون، مشيرا أن هناك عمل "صهيوني" ممنهج ضد المسجد الأقصى، و"هذا أمر يجب أن تعرفه الأمة العربية والإسلامية وتواجهه".

وقال العاروري: "هناك عملية تهويد كاملة للقدس القديمة، وبناء مدن ضخمة تحاصر المدينة"، لافتا إلى وجود بعض الحالات الفردية لتسريب العقارات في القدس، والاحتلال يحاول تضخيم الموضوع حتى يكون ظاهرة، وهذا غير صحيح، وفق حديثه.

وشدد: "شعبنا طوال تاريخه لم يبع أرضه وبيوته، والحالات الفردية نادرة جدا، لا تشكل أية ظاهرة"، قائلا: "إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان، ونقل سفارتها للقدس، إجراء خطير وغير مسؤول".

مسار الانتصار

وحول حصار غزة، قال العاروري إن "كل ما يحدث فيها من حصار وتضحيات ومحاولات تركيع شعبنا ستفشل أمام إرادة المقاومة والشعب"، مشددا أن "غزة على فوهة البركان، وهي تمثل مسار الانتصار على الاحتلال".

وأوضح أن الانسحاب من غزة جاء تحت ضربات المقاومة، والدليل تزامن الانسحاب من الضفة الغربية، منوها أن المقاومة ما زالت تبني وتراكم القوة، وتفرض إرادتها على الاحتلال"، مشيرا في الوقت ذاته أن مسيرات العودة تفرض نفسها، وتساهم في كسر الحصار.

وقال العاروري: "لم نبرم مع الاحتلال اتفاق سلام، أو اتفاق هدنة أو تهدئة دائمة"، مضيفا: "حرب 2014، انتهت بتفاهمات مع الاحتلال تم إبرامها من خلال المجموع الفلسطيني".

وقائع تتآكل

وأضاف: "الاحتلال يحاول أن يفرض وقائع تتآكل فيها التزاماته تجاه الطرف الفلسطيني، الذي يطلب منه التزامات بنسبة 100%"، مشددا "عندما يكون هناك التزامات يجب على الاحتلال أن يلتزم بها كاملة وإلا المقاومة ستعود سيرتها الأولى".

وأوضح أن تفاهمات التهدئة الأخيرة لم تشمل إلغاء مسيرات العودة ولا وقفها، ولا يوجد فيها أي شيء متعلق بالمقاومة وسلاحها وتطوير قدراتها، قائلا: "نتنياهو في أزمة شخصية ومزاودات انتخابية، يريد حلها على حساب شعبنا، ونحن نقول له أن الذين يريدوا أن يصعدوا على حساب معاناته سيسقطوا على رقابهم".

وأكد نائب حركة حماس على أن "المقاومة لن تقبل أسلوب الابتزاز، ولن تقبل أن يفرضوا علينا تآكل التزامات الاحتلال"، وقال: "المقاومة جاهزة للدفاع عن شعبنا وحقوقه، وتحصيل حقه في كسر الحصار"

وتساءل: "هل يمكن مقارنة خطر الاحتلال والاستيطان والتهويد وإلغاء الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية، بخطر الوضع المعيشي في غزة؟!"، قائلا: "هذا هو الفرق، المقاومة التي ينتهجها شعبنا في غزة أوصلتنا إلى إزالة الخطر الوجودي والاستيطاني والاحتلالي والاستيطاني، وبناء قاعدة سيادية لشعبنا".

وأكمل العاروري حديثه: "نتيجة المشروع التفاوضي في الضفة وصلنا لمرحلة أن الضفة تكاد أن تضيع منا".

صفقة القرن

وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إن "صفقة القرن" رؤية إسرائيلية تتبناها الإدارة الأمريكية، لإقامة دولة في غزة بامتدادات متفاوتة في الضفة.

وأضاف "هناك في المنطقة من هو متساوق مع صفقة القرن ويريد تمريرها، عبر العلاقات الطبيعة مع الكيان من خلال التطبيع".

وتابع "إن الذين يتبنون صفقة القرن في المنطقة ومستعدون لتطبيع العلاقات، أنظمة لا شرعية لها؛ فشعوبنا العربية والإسلامية لا تقبل بهذا الكيان، وهناك تناقض وجودي معه، والأنظمة التي تقبل التطبيع وتسعى مع الإدارة الأمريكية لتطبيق صفقة القرن لا تنتمي لهذه الشعوب".

وذكر أن الموقف الرسمي المعلن للرئيس محمود عباس هو رفض صفقة القرن، مضيفًا "ونحن نصدقكم ونحن ضد الصفقة أيضًا، ولا نعترف بشرعية للاحتلال على أي شبر من فلسطين".

وأضاف "نقول بالفم الملآن إن حماس لا تسعى لدولة في غزة ولا دولة بدون غزة، وتريد دولة على أرض فلسطين كلها".