فلسطين أون لاين

​ابني صدمني محصّلش ممتاز

...
إعداد/ هدى الدلو:

"خالد" طفل في الصف الأول الابتدائي، بذلت معه والدته أقصى جهدها مرحلة الامتحانات النهائية للفصل الدراسي الأول، مع أن الشهادة لا تحمل درجات، وإنما فقط التقدير، وتعد بعض المدارس ما يقدمه الطلاب عبارة عن أوراق عمل.

ولكن بعد ظهور النتائج تبين أن خالد حصل على تقدير ممتاز في جميع المواد عدا مادة واحدة، كان تقديره فيها "جيدًا جدًّا"، بدأ والداه يوجهان له التوبيخ والعقاب، وهو غير واعٍ معنى "جيد جدًّا"، فيسأل والدته وهو يبكي بسبب توبيخ والده له: "شو جيد جدًّا، يعني أنا ساقط؟"، وحرمه والداه شراء اللعبة التي وعداه بها.

كيف يجب أن يتعامل الآباء مع الأبناء الذين بذلوا جهدهم في الدراسة، ولكن لم يحالفهم الحظ في الحصول على الدرجات المتوقعة؟، هذا ما نتحدث عنه في السياق التالي:

الاختصاصية النفسية تحرير أبو شرار قالت: "عامةً أصبح الطلاب على وعي وإدراك لما يدور حولهم من ظروف اقتصادية صعبة، وقلة فرص العمل، ما دفع الطلاب إلى تغيير نظرتهم تجاه الدراسة وتحصيل المعدلات والنجاح والتفوق، فأصبحت دراستهم تحصيل حاصل، وهدفهم النجاح فقط".

وذكرت أن الطلاب بحاجة للتشجيع، وبإمكان الأهالي استخدام التعزيز الإيجابي للطفل، كتقديم الهدايا، أو الخروج بنزهة لأماكن محببة إلى الطفل، أو اشتراء مقتنيات يحب أن يمتلكها، ولكن في حال كان معدل تحصيله الدراسي أقل من المعهود يمكن للوالدين اتباع التعزيز السلبي بحرمانه شيئًا يحبه.

وبينت أبو شرار أنه في حال بذل الطالب كل مجهوده في الدراسة والسهر لمتابعة دروسه، ولكن لم يحصل على المعدل المرجو أو المتوقع من الأهالي؛ يكون دورهم في هذه الحالة تعزيز طفلهم، وتقديم المدح بعيدًا عن التوبيخ والعقاب، فيمكنهم تقديم هدية رمزية، ووعد الطالب أنه في حال تحسنت درجاته وارتفع معدله سيقدمون له هدية أفضل.

وحذرت الأهل -إن حصل الابن على درجة لم تكن بالحسبان، أو كما هو متوقع- من القسوة عليه وتوبيخه وعقابه؛ فإن هذا سيؤثر في نفسية الطفل سلبًا، وبذلك يكره الطالب المدرسة، ولا يرغب في الذهاب إليها، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان ثقته بنفسه، ما يدفعه نحو التسرب من المدرسة.

وأضافت أبو شرار: "لذلك الأهل يقع عليهم دور أساسي في معرفة الأسباب التي أدت إلى تدني درجاته، مع السعي إلى إقامة علاقة طيبة وودية مع الطفل لمعرفة الأسباب ومعالجتها؛ لأن التعامل مع الطفل على أنه فاشل قد يؤدي فيما بعد إلى اضطرابات ومشاكل نفسية".

ولفتت إلى أنه على الأهل تنظيم أوقات الدراسة للطفل، وعدم حرمانه ممارسة بعض النشاطات المحببة إليه، وتقديم النصائح له، وتربيته على الاعتماد على نفسه بالدراسة، ونصحت الأهالي بعدم مقارنة درجات طفلهم بدرجات الأقران، لما لها من أثر سلبي في زعزعة ثقة الطفل بنفسه.