مرة أخرى تقوم أربع فرق أمنية صهيونية باقتحام معتقل عوفر، وتعتدي على المعتقلين الفلسطينيين بداخله وتمطرهم بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز السام، وتصيب منهم أكثر من مئة بجروح مختلفة، في محاولة جديدة لتركيع الأسرى داخل سجون الاحتلال، وترويضهم للقبول بإملاءات ادارات المعتقلات الصهيونية، والرضوخ لشروطها وطلباتها واطاعتها، لكن السجناء من كافة الاعمار صمدوا وتصدوا وقاموا بإرادتهم برفضهم ممارسات السجان، وحاصروا القوات الامنية الاحتلالية بعزيمتهم وصلابتهم، ولم تنجح السلطات المحتلة بكسر شوكتهم.
هجوم عنيف يتعرض له معتقلون بالغاز السام والنار، داخل غرف مغلقة وزنازين انفرادية لا يتمتع احد منهم بمساحة تزيد عن المتر المربع الواحد، جدران عالية واسلاك شائكة تحيط بهم، لا مجال ولا مساحة للحركة والمناورة، وليس امامهم إلا تلقي الضربات والحقد الاعمى بصدورهم العارية المكشوفة، والاستمرار بالوقوف شامخين متحدين الاحتلال وقهره وظلمه.
قضية الاسرى تؤرق الاحتلال منذ سنوات طويلة، وقد حاولت حكومة نتنياهو فرض الحصار المالي عليهم، ومنع السلطة الوطنية الفلسطينية من صرف رواتب لهم وعائلاتهم، لكن الرئيس الفلسطيني رفض المحاولة التي طالت الشهداء واسرهم ايضا وافشلها، ولذلك لجأت ادارات السجون الاحتلالية الى محاولة اذلالهم بالقوة والاعتداءات اليومية المتكررة، الى جانب الضغوط النفسية والجسدية والصحية، فلا علاج للمرضى ولا زيارات منتظمة، ولا ظروف معيشية مناسبة داخل المعتقلات، وكل ما يتعرض له المعتقلون هو عقاب لهم، واشارات تحذيرية لغيرهم من المناضلين، بأن مقاومة الاحتلال بأي شكل سوف تدخلهم السجون وفيها سوف يواجهون حياة قاسية جدا، وعذاب وتعذيب لن يستطيعوا تحمله.
في جميع معتقلات الدنيا، يقضي المعتقل حكمه بعد اقراره بشكل طبيعي، ولا يتعرض لأي ضغوط او اعتداءات او تحقيق بعد صدور الحكم، الذي يعتبر العقوبة على ذنب او فعل مفترض، الا في المعتقلات والسجون الصهيونية، يبقى المعتقلون معرضين لكل اصناف التحقيق والعذاب والتعذيب ما داموا داخل السجون والمعتقلات، بغض النظر عن الاحكام التي صدرت بحقهم والمدة التي سيقضونها في الاعتقال سواء كان اداريا او فعليا، ويعتبر الاعتقال الاداري من اسوأ انواع الاعتقال، فهو سجن بلا محاكمة, والاسباب والتهم غير معروفة، وقد يقضي المعتقل سنوات كثيرة في السجن دون ان يعلم السبب، والمحاكمة والحكم تحددهما مزاجية السجان، والاجهزة الامنية .
داخل السجون الصهيونية، كما هو الحال خارجها، لا حقوق انسان ولا قوانين انسانية، وليس مسموحا للمنظمات والهيئات الحقوقية والانسانية الاطلاع على اوضاع وظروف السجناء الصحية والنفسية والجسدية، والاستماع منهم عن معاناتهم وعذاباتهم بعيدا عن المحتلين.
حرمان من العلاج ومن الزيارات والقراءة ومشاهدة التلفاز وسماع الاذاعات والنوم الطبيعي، وغير ذلك من وسائل الضغط والاعتداءات التي لا تعد ولا تحصى، هذا هو حال اكثر من ستة آلاف معتقل فلسطيني ومن سبقهم في الاعتقال في سجون الاحتلال الصهيوني.