أصبحت قضايانا الوطنية ألعوبة في يد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يستخدمها لتوجيه الانتخابات الإسرائيلية كيفما شاء، خاصة في ظل قضايا الفساد التي تلاحقه، فتارة يعدهم بهدوء بلا ثمن على الحدود مع قطاع غزة، ويجمد أموال المنحة القطرية لتسجيل موقف، ويزيد من معدل الاقتحامات في مدن وقرى الضفة المحتلة، ويشرع بهدم المنازل في القدس، ويقصف مواقع داخل سوريا لإبراز قوته العسكرية وضعف الموقف العربي، ويضرب أنفاقا لحزب الله لتسجيل نصر أمني مزعوم، وكلها ضربات وهمية إن جاز التعبير فهي ضربات إعلامية تستهدف الناخب الإسرائيلي، إلا أن الخطير في الأمر أن الصمت والاستكانة هما سيدا الموقف الفلسطيني والعربي, وإني لأعجب لماذا لم يتم اتخاذ أي إجراء ولو من باب إحراج نتنياهو أمام ناخبيه؟
إلا أنّ رد الحركة الفلسطينية الأسيرة على الهجوم الذي نفذته وحدات المتسادا واليماز وغيرهم من إدارة السجون القمعية في سجن عوفر من هجوم بالكلاب البوليسية والهروات والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والقاتل والذي تسبب في حالات اختناق وتشنج، وإصابة أكثر من مائة وعشرين أسيرا، الأمر الذي دفع الحركة الأسيرة للدفاع عن نفسها بحرق غرفتين احتجاجاً على هذه الإجراءات الهمجية, يؤكد أن الأسرى ما زالوا يملكون روح التحدي والإصرار والأدوات البسيطة لإفشال مخططات نتنياهو في أن تكون أوجاعهم ودماؤهم مادة دعائية لقادة الاحتلال.
لذلك من واجب الأسرى علينا أن نخرج من أتون الصراع الداخلي، ونصهر كل طاقتنا في بوتقة الدفاع عن حقوقهم وحريتهم ونصرة قضاياهم سواء إعلاميا من خلال تسليط الضوء على معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال، أو من خلال فعاليات وأنشطة لدعم صمودهم كالخروج في مسيرات عارمة، والتوجه لمؤسسات حقوق الإنسان والصليب الأحمر والإعراب عن الرفض لموقفهم السلبي وغير المبرر تجاه أسرانا.
والأهم من كل ذلك أن على قيادة المقاومة العمل بأقصى طاقتها من أجل إكمال تنفيذ صفقة تبادل أسرى أو على الأقل الاستفادة من المعلومات المتعلقة بالجنود الأسرى لدى المقاومة في تحسين الظروف المعيشية للأسرى، وتحصيل بعض الحقوق الإنسانية لحين توفر الظروف الملائمة لإنجاز صفقة مشرفة تتناسب مع حجم التضحيات التي بذلت من أجل الاحتفاظ بهم.