فلسطين أون لاين

غزة حلبة الصراع بين قادة الاحتلال في الانتخابات

...
غزة - نور الدين صالح:

ينشغل قادة الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الراهن بالحملات الدعائية للانتخابات الإسرائيلية القادمة، المقررة في التاسع من شهر أبريل/ نيسان، في محاولة منهم لاستقطاب الجمهور الإسرائيلي، والحصول على مقاعد في الكنيست.

ومما ظهر جلياً أن الأحزاب الإسرائيلية وقادة الاحتلال ركزوا في دعايتهم الانتخابية على العداء لقطاع غزة عامة، وحركة المقاومة الإسلامية حماس خاصة.

وبحسب ما صدر من شعارات انتخابية، فقد أطلق وزير جيش الاحتلال السابق زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) أفيغدور ليبرمان شعار "لا أحسب حساباً لحماس"، مؤكداً رفضه تخفيف الحصار عن قطاع غزة قبل استعادة الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية.

وعلّق المختص في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة على ذلك بالقول: "ليبرمان لا يعرف بالعسكرية كثيراً، فهو يغرد خارج السرب، لذلك لا يُؤخذ بكلامه"، منبهاً إلى أنه يحاول اجتياز نسبة الحشد والحصول على 4 مقاعد في الكنيست.

أما حزب "هناك مستقبل" بزعامة يائير لبيد فقد ركز هو الآخر في دعايته على قطاع غزة وضرورة ردع حركة حماس، مكثفاً زيارته لمستوطنات ما يسمى "غلاف غزة"، في حين بدأ رئيس الأركان السابق زعيم الحزب الجديد (حصانة لإسرائيل) بيني غانتس دعايته الانتخابية بعنوان "القوي ينتصر".

وركّز غانتس على ما سمّاها إنجازات الحرب الأخيرة على غزة صيف 2014، بالإضافة لنشره فيديوهات حول تصفية نائب القائد العام لكتائب القسام أحمد الجعبري في نوفمبر 2012، وثلاثة من قادة القسام بالحرب الأخيرة.

عربدة سياسية

ورأى المختص في الشأن الإسرائيلي نظير مجلي، أن الحملات الانتخابية التي تحرض على غزة تدلل على أن "العربدة السياسية والعسكرية ما زالت مُسيطرة في (إسرائيل)".

وأوضح مجلي خلال حديثه مع "فلسطين"، أن اليمين المتطرف في (إسرائيل) يبني سياسته على العداء المُطلق للعرب عموماً والفلسطينيين خصوصاً بكل فصائل الشعب الفلسطيني.

وقال: "الاحتلال يعد حماس -كونها الحاكمة لغزة- عنواناً له، خاصة أن العالم لا يهتم بهذا الموضوع بالشكل المناسب، لذلك يحاولون عملياً تعميق فكرة العداء والكراهية".

وأشار إلى أن حكومة الاحتلال تعتمد سياسة التخويف منذ بداية حكمها، عاداً أن هذه السياسة ستُعمق مفهوم العدوان والحرب لدى الشارع الإسرائيلي، ما يدفع بمزيدٍ من التصعيد نحو قطاع غزة.

وعدّ مجلي اعتماد الأحزاب الإسرائيلية سياسة العربدة "تزييفا للواقع، وأن قادة الاحتلال ما زالوا غارقين في مفاهيم وعقليات الماضي الحربية"، لافتاً إلى أن الاحتلال يريد استخدام الشعب الفلسطيني أداة للتنافس الانتخابي.

ساحة سهلة

ويرى أبو زايدة، أن الاحتلال يعد قطاع غزة ساحة سهلة للتداول في الدعاية الانتخابية، خلافاً للجبهة الأخرى "الخطيرة" مثل لبنان وإيران.

ويعتقد أبو زايدة في حديثه مع "فلسطين" أن قطاع غزة سيكون في المرحلة القادمة "مادة دسمة" في الانتخابات الإسرائيلية، خاصة أن نتنياهو لا يريد الدخول في حرب مع غزة.

واستبعد أن يكون هؤلاء المزايدون غير متحمسين على خوض حرب ضد غزة، سيّما أن قرار الحرب بيد المؤسسة الأمنية، "لكنّهم يحاولون التفوق على نتنياهو مع علمهم أنهم لن يقوموا بأكثر منه"، وفق تقديره.

وأشار إلى أن نتنياهو يتمتع بدعم ومساندة من المؤسسة الأمنية، لذلك لن تؤثر على حظوظه في الانتخابات، لافتاً إلى أنه قدّم سلسلة من الإنجازات أخيراً، مثل توسيع العلاقات في الساحة العربية، وتوجيه بعض الضربات لسوريا ولنبان، والكشف عن أنفاق شمال فلسطين المحتلة.

وأضاف: "نتنياهو يدرك طبيعة التعامل مع قطاع غزة، وما تمتلكه فصائل المقاومة، لذلك لن يُفكر بالدخول في حرب في الوقت الراهن، حتى لا تُشكّل عبئاً آخر عليه".