فلسطين أون لاين

​التنسيق الأمني.. الانحدار والخيانة

من منظور مهم وجوهري نستطيع القول إن التنسيق الأمني خيانة لله والوطن والقضية الفلسطينية العادلة، بعيداً عن دوافع وأولويات وذرائع يسوقها الساسة من جماعة التنسيق الأمني خدمة لأغراض تصب في مصلحة الاحتلال الصهيوني وأهدافه.

إن الذي يقيم الإستراتيجية التي ينتهجها قادة السلطة بالضفة الغربية يجدها تختلف مع منطلقات المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، فهؤلاء يعملون من أجل حاجاتهم الخاصة والضيقة لحفظ سيادتهم الوهمية ومناصبهم التي هي رهن لخدمتهم الأمن الصهيوني، أما المقاومة فتعمل من أجل تحقيق حاجات وطنية عليا هي استعادة حقوق شعبنا الفلسطيني، وهنا نلاحظ تباعد الهوة بين منهجين وطريقين.

نحن بحاجة ماسة للمزيد من التوحد خلف خيار المقاومة ونبذ التنسيق الأمني مع الاحتلال وملاحقة المقاومين واعتقالهم ونقل المعلومات التي تضر بأمن شعبنا الفلسطيني.

إنتاج أدبيات وتعزيز صورتها من منظور وطني وأخلاقي من أجل تحقيق الأهداف العليا لشعبنا، ففي هذا الوقت هنالك ضرورة كبيرة ومتزايدة لأن تبرز الصورة الحقيقية الناصعة والمشرقة للمقاومة التي تدافع عن الحق الفلسطيني.

لا يوجد للحرية سبيل سهل المنال، إنها عملية انتزاع وصراع لا بد في سبيلها من دماء وشهداء ينيرون طريق الحرية وينهون الاحتلال. إن المتعاونين مع المحتل في كل بلد يرمون إلى مزابل التاريخ، ارتفعت مناصبهم ومقاماتهم أم صغرت، فالتاريخ لا يغفر للخونة.

من ناحية أخرى فإن نطاق الصراع بين المقاومة والاحتلال وخدمه لا يقتصر على الجانب العسكري، فهناك صراع فكري وسياسي وإعلامي واقتصادي تدور به معارك وجولات صراع طاحنة لا تقل في تأثيرها عن الصراع العسكري إن لم تكن أعظم، فهنالك علاقة تكاملية بين الغزو العسكري والغزو الثقافي والاقتصادي، فقبل أن يحسم الصراع العسكري المعركة يترك الغزو الثقافي والاقتصادي ظلاله الثقيلة على المجتمعات.

بالمزيد من التكتيك والمناورة وكثير من الذكاء تمكنت المقاومة من تحقيق نجاحات عظيمة الأثر عميقة الدلالات.

استمرار الحصار الصهيوني على قطاع يؤكد فشل الاحتلال وأزلام التنسيق الأمني في إحراز أي تقدم في مواجهة المقاومة الفلسطينية الصامدة في قطاع غزة بعد أن برهنت عملياً على نجاحها وتفوقها في معركة الوعي وحرب العقول التي كان آخرها معركة حد السيف، مدعومة بالتأييد الشعبي متسلحة بعقيدة راسخة وحق أصيل في مواصلة الدفاع عن حقوق شعبنا حتى النصر.

تعددت صور الخزي والعار التي ينفذها جنود التنسيق الأمني في الضفة الغربية خدمة للاحتلال فنجدهم يتفاخرون بإعادة جنود الاحتلال وحمايتهم دون النظر لمعاناة أبنائنا الأسرى في سجون الاحتلال.

وفي السياق ما يزال عشرات المناضلين مختطفين في سجون سلطة التنسيق الأمني بالضفة ممن لم يرتضوا الخنوع للاحتلال وخدمه يذوقون من ألوان العذاب وأشكاله ما لا يتصوره عقل، كل هذا خدمة لأمن الاحتلال.

في ظلال التنسيق الأمني فإن الوطنيين والأحرار أكدوا بما لا يدع مجالا للشك أن التنسيق الأمني مع الاحتلال هو خيانة تزيد من تغول الاحتلال على شعبنا وحقوقه، فالتنسيق الأمني جعل أجهزة الأمن في الضفة الغربية أداة وظيفية لخدمة الاحتلال ما يدلل على مستوى الانحدار الأخلاقي والسياسي الذي وصلت إليه أجهزة التنسيق الأمني بالضفة ممن يتبنون عقيدة أمنية تؤمن بحماية الاحتلال وملاحقة المقاومة، مقابل تسهيلات مالية وبعض امتيازات الـvip يبيعون ما تبقى من كبريائهم الوطني على قارعة التنسيق الأمني بدراهم معدودات ستلقي بهم هذه الخيانة إلى الدرك الأسفل من الاحتقار في عيون كل طفل فلسطيني.