يمر مئات آلاف المواطنين يوميًا من شارع حيوي يربط القدس برام الله؛ هناك حيث اللافتات التي ترفع فيها الشعارات البعيدة عن المضمون "نستودعكم القدس"، وما إن يسيروا في الشارع المؤدي إليها تعتريهم خيبة الأمل بسبب البنى التحية المتآكلة والتجمعات المائية ومناهل صرف الصحي المتدفقة.
وفي خضم تقصير السلطة الفلسطينية في توفير الحقوق المعيشية للمقدسيين، يواجه المقدسيون في المقابل انتهاكات إسرائيلية غير منتهية، أبرزها محاولات إفراغ القدس من سكانها وفرض الضرائب والطرد والحبس المنزلي ومنع التراخيص للبناء وقلة فرص العمل.
ويقول المواطن عبد السلام أبو غزالة لـ"فلسطين": "نحن انتقلنا للعيش في كفر عقب بجوار القدس نظرا للإجراءات الإسرائيلية داخل المدينة لنكون في عمارات شاهقة وتخطيط عمراني سيئ للغاية ومشاكل يومية على مواقف المركبات والمصاعد والضغط السكاني الذي ألزمنا به الاحتلال بحجة أن تلك المناطق هي تابعة للقدس وفي حال انتقلنا إلى غيرها سنفقد حقنا في المدينة".
ويضيف أبو غزالة أن الاحتلال يترك تلك المنطقة فارغة أمنيًّا لتكون مرتعا للفساد والهيمنة والعربدة وهذا ينعكس على كل مجريات الحياة اليومية من ازدحام وتوتر وشوارع تملؤها الحفر وفي الشتاء قصة أخرى مع الضغط النفسي.
من جانبه يقول المواطن ياسين عساف لـ"فلسطين": "نعيش في قلنديا والمناطق المجاورة في حالة تهميش كبيرة، وحينما تكون في الشارع الرئيس هناك لن يخطر في بالك إن كنت من خارج المنطقة أن هذه بوابة القدس الشمالية حيث الإهمال للبنية التحتية والمياه الجارفة والصرف الصحي المتدفق على المحال والمنازل".
وأضاف: "كما أن شبكات المياه والكهرباء في حالة سيئة خاصة أن المنفذ الوحيد في حالة الإغلاق الإسرائيلي والحواجز لجنوب الضفة الغربية هي منطقة قلنديا والرام وكفر عقب وسميراميس".
وأوضح عساف أن الاحتلال يحاول قدر المستطاع الإبقاء على حالة الترهل والدمار في البنية التحية هناك من باب التضييق على الأهالي ليتركوا حتى جوار القدس.
مسؤولية غائبة
وتعدُّ بوابة القدس الشمالية محطة مهمة من حيث جغرافيا الوطن والقدس وأيضا محطة سياسية تدلل على حرص كل الجهات والمستويات على أن تكون القدس ذات أهمية للجميع.
ويقول المواطن محمد أبو رجب لـ"فلسطين": "الكل يتغنى ويرفع شعار القدس ولكن عند الواقع والحقيقة تغيب تلك الأصوات ولا نراها حينما تغرق الشوارع بالمياه والمنازل تنهار والأرصفة تتآكل ومياه الصرف الصحي تجري مدمرة كل شيء أمامها؛ والكل حينما نسأله يقول هذه المنطقة تعاني منذ عشرين عامًا".
ويرى أبو رجب أن ما زاد الطين بلة هو ضغط الاحتلال على الناس ما جعلهم ينتقلون للقدس فزادت البنايات الضخمة التي تضم 20 و17 طابقًا بشقق كثيرة وضيق مساحة وتضاعف عدد السكان وكلها لم يضع لها خطط حقيقية لمواجهة هذه المشكلة، فبات السكان والمارة العابرون للجنوب والقادمون منه يتعرضون لهذه المشكلة والتي باتت كابوسًا لكل فلسطين وخاصة المقدسيين.