فلسطين أون لاين

محللان: قطع المساعدات الأمريكية تنفيذًا لـ"صفقة القرن"

...
غزة/ جمال غيث:

عدّ محللان سياسيان، أن قرار الإدارة الأمريكية وقف كل مساعداتها المقدمة للفلسطينيين نهاية الشهر الحالي، يأتي في سياق مخططات تصفية القضية الفلسطينية وتنفيذ ما تسمى "صفقة القرن".

وأوضح المحللان أن الإدارة الأمريكية لا تتوانى للحظة في إظهار عدائها للشعب الفلسطيني وتأكيد انحيازها الكامل للاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية.

وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" الأمريكية ذكرت أول من أمس أن واشنطن تنوي وقف كل المساعدات المقدمة للفلسطينيين نهاية الشهر الحالي.

ونقلت الصحيفة عن "ديف هاردن"، الرئيس السابق للبعثة الأمريكية إلى المنطقة، أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID تنوي وقف تمويل كل المشاريع في مناطق السلطة الفلسطينية.

مخططات أمريكية

ورأى المحلل السياسي، مشير عامر، أن قرار وقف المساعدات للفلسطينيين، الحلقة الأخيرة من مسلسل العداء الأمريكي للشعب الفلسطيني بكل مؤسساته.

وقال عامر، لصحيفة "فلسطين": "إن القرار الأمريكي يهدف للضغط على الشعب الفلسطيني لتنفيذ المخططات الأمريكية ولتثبيت أركان الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية".

وبين أن القرار سيكون له تداعيات سياسية واقتصادية خطيرة على الوضع الفلسطيني الذي يعاني أزمات عدة، في محاولة لإخضاع الفلسطينيين للقبول بالإملاءات الأمريكية والإسرائيلية.

وأضاف أن القرار يستهدف الكل الفلسطيني وثوابته، عبر الاستيلاء على القوى والمقدرات الفلسطينية الرافضة للاحتلال والمشاريع الأمريكية في المنطقة والهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.

وذكر عامر أن القرار الأمريكي سيعرض الفلسطينيين لأزمة مالية شديدة، داعيًا السلطة في رام الله إلى اعادة رسم سياساتها وتحقق الوحدة الوطنية للخروج من محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وتعزيز الحاضنة الشعبية والمقاومة للوقوف في وجه محاولات شطب القضية الفلسطينية.

وكانت الإدارة الأمريكية أوقفت، خلال الشهور الماضية، مساعداتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ولمستشفيات القدس، فضلًا عن وقف مساعدات بأكثر من 200 مليون دولار أمريكي للشعب الفلسطيني.

انحياز كامل

وقال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل: إن القرار الأمريكي يؤكد الانحياز الأمريكي الكامل لصالح الاحتلال في محاربة الفلسطينيين والضغط عليهم عبر قطع المساعدات المالية عنهم.

وبين عوكل، لصحيفة "فلسطين"، أن الهدف من تلك السياسة هو دفع الفلسطينيين للقبول بـ"صفقة القرن" وإعادة التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية ومشاريعها في المنطقة.

وأضاف: أن العام الجاري حاسم بما يتعلق بالدور الأمريكي في المنطقة، مشيرًا إلى سلطات الاحتلال ستحاول العمل على تحقيق مخططاتها في المنطقة، وتجهيز الفلسطينيين للقبول بـ"صفقة القرن" كاملاً.

وذكر المحلل السياسي، أن استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام بداية الطريق لمواجهة المخططات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية سواء الأمريكية منها أو الإسرائيلية وتحشد الرأي العام الدولي لنصرة شعبنا وقضيته في وجه المشاريع الأمريكية والإسرائيلية.

وتابع عوكل: "رغم الضائقة المالية التي سيحدثها قرار وقف المساعدات الأمريكية إلا أن الشعب الفلسطيني سينتفض وسيواصل رفضه لكل المشاريع والمؤامرات الأمريكية الهادفة لتصفية قضيته.

ومنذ وصول دونالد ترامب إلى سدّة الحكم في الولايات المتحدة، أصدرت الإدارة الأمريكية قرارات تنتهك الحقوق الفلسطينية، وتُشكل خطرا حقيقيا على قضيتهم؛ أبرزها الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل سفارة واشنطن إليها، إضافة إلى العمل على تصفية وكالة "أونروا"؛ من خلال وقف الدعم المالي المقدّم لها، واقتصار تعريف اللاجئين الفلسطينيين على عشرات الآلاف منهم فقط.