فلسطين أون لاين

​بالمسامير والخيطان سرد الأشقر حكايته

...
غزة- هدى الدلو:

هو القدر من قاده مكبلًا نحو موهبته، دون وعي أو إدراك، ليكتشف طريقه في فن الرسم بالمسامير والخيطان الملونة، ليخرج من تحت يديه لوحات جميلة تحاكي ألوانها الحياة المبهجة، ودقتها تسرد حكايات موهبة تلامس الخيال.

الشاب حسان أحمد الأشقر (23 عامًا) من سكان مخيم النصيرات، خريج هندسة لوحات إلكترونية، اكتشف موهبته بالمصادفة، ففي أثناء تجهيزه لمعرض خاص لعرض المشغولات الصوفية خطر بباله تصميم لافتة خشبية من الخيطان والمسامير، الأمر الذي نال إعجابه، وجعله يتعمق في مجاله، ليطور من نفسه ولوحاته، ولتظهر اللوحات فيما بعد بإتقان.

فأصبح تصميم اللوحات الخشبية والمسامير والخيطان الملونة، وتشكيل المجسمات الخشبية بأشكال وأحجام مختلفة ملاذه، ومتنفسه جراء سوء الظروف والأوضاع الاقتصادية.

وقال الأشقر: "الرسم بالخيطان من الفنون الأكثر صعوبة وتعقيدًا في الرسوم التشكيلية، فهو يحتاج إلى تركيز، وجهد مضاعف، ووقت، لتظهر اللوحة بدقة وجاذبية عاليتين".

وبين أن الرسم بالخيطان يحتاج إلى قاعدة خشبية بسمك معين، ومسامير، وخيطان، إذ يرسم موضوع اللوحة، وتنقط أماكن وضع المسامير، ثم تمسح الخطوط، ويبدأ شد الخيطان على رؤوس المسامير، وتثبيتها بطريقة محكمة، باستخدام ألوان مختلفة، حسب الموضوع المطروح، وبعد الانتهاء من اللوحة تثبت الخيطان بالصمغ الأبيض.

والمعاين للوحاته يعرف أن الشاب الأشقر في حالة تطوير ذاتي، فلم تكن لوحة في بداية طريقه كما بعد مدة، "كنت في حالة تطوير مستمر، وكل لوحة تكون أفضل من سابقتها، حتى أصبحت اللوحة أشبه بالنحت الخارجي" قال.

وبسبب عدم توافر فرص عمل اتخذ من تلك الموهبة مشروعًا يقضي به أوقات فراغه، مع أنه لا يتناسب مع تخصصه الجامعي، ويعود عليه بالربح المادي، ويروج لأعماله من طلبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ولكن فيما يتعلق باختياره مواضيع اللوحة أشار الأشقر إلى أنها من طلبات الزبائن وأذواقهم، ويضفي لمسته الجمالية على اللوحة.

وفيما يتعلق بالمشاكل التي يواجهها بين أن أبرزها عدم توافر المواد اللازمة دائمًا، خاصة المواد الخام المطلوبة لذلك الفن، فهو يحتاج إلى بعض المواد الخاصة التي تظهر جماله أكثر.

ويطمح أن تصل لوحاته إلى مستوى عالٍ من التطور والدقة، وأن تسوّق خارج غزة، إلى جانب افتتاح معرض خاص لعرض اللوحات حتى تروج، ويظهرها للجميع.