فلسطين أون لاين

"دكتور فيش" علاج وترفيه بأسماك "الجارا روفا"

...
​غزة/ يحيى اليعقوبي:

جرت العادة أنه بمجرد وضع يدك أو قدمك في أي مكان يوجد به أسماك على الفور تهرب من المكان وتبتعد عنك، لكن هذا الأمر مختلف لدى أسماك "الجارا روفا"، فبمجرد ما يضع الزائر أو المريض قدمه بالحوض المائي تنجذب تلك الأسماك غير المسننة نحو قدمه، وتتغذى على الخلايا الميتة والفطريات، وتزيل الجلد الزائد من القدم.

و"دكتور فيش" هو تجربة جديدة وفريدة من نوعها في قطاع غزة تعالج الأمراض الجلدية، ويستجم الشخص باستخدام أسماك "الجارا روفا"، ومن الفوائد الإضافية لهذا النوع أنه يفرز مادة معالجة للقدم، ويجري تدليكًا (مساج) لها.

تجربة وفكرة

ميساء أبو الجديان -وهي خريجة كيمياء ومشرفة على جلسات العلاج بمطعم "كزا ميزا" بمدينة غزة- تقول: "إن الفكرة مستوحاة من تجربة مشابهة في تركيا بالعلاج بأسماك "الجارا روفا"، وهذا النوع غير متوافر في قطاع غزة، يعالج أمراضًا جلدية كالصدفية والإكزيما، ويعطي شعورًا بالراحة النفسية للجسم بإزالة الجلد الزائد، ويعيد النضارة للبشرة، ويمتص الطاقة السلبية من الجسد".

ويحتوي المكان على 16 صندوقًا، منها اثنان مخصصان لعلاج مرضي الصدفية والإكزيما، والصناديق المتبقية للاستجمام والترفيه، وتستمر الجلسة الواحدة نصف ساعة، وقبل بدئها يعقم الزائر قدميه مدة ثلاث دقائق في حوض خاص، ثم يرتدي حذاءين طبيين، ثم يضع قدميه في حوض الأسماك.

وتضيف أبو الجديان لصحيفة "فلسطين": "الجلسات مخصصة للنساء في المدة الصباحية حتى الساعة الرابعة عصرًا، وبعد ذلك تبدأ جلسات الرجال"، مبينة أن الفكرة جاءت بهدف مساعدة الناس الذين كانوا في السابق يسافرون لطلب هذا النوع من العلاج ببلدان أخرى، في الوقت الذي يتطلب فيه السفر تكاليف وإجراءات.

و"الجارا روفا" سمك صغير ينمو حتى 14سم، تقول أبو الجديان: "جلبوها صغيرة لتحقيق أكبر استفادة منها، قبل وصولها إلى أكبر نمو لها"، مشيرة إلى أن المريض الذي يعاني أمراضًا جلدية يلمس الاستفادة من العلاج بعد الجلسة الثالثة، وتتابعه فيها اختصاصية طبية.

وخصص كل صندوق حسب نوع المرض الجلدي أو للترفيه -وفق قول أبو الجديان- لضمان عدم انتقال العدوى، وتزيد: "نجري تعقيمًا للأشخاص والأحواض بدقة، باتباع طرق صحية مختلفة، وتجدد مياه الصناديق أولًا بأول".

وبدأ هذا المشروع أواخر عام 2018م، أول فكرة في القطاع، ويبلغ سعر الجلسة حاليًّا 20 شيكلًا، تضيف: "إن الزائر أو المريض يحصلان على فوائد علاجية كبيرة".

والمميز في هذا النوع من الأسماك أنه يعقم نفسه، ويتكيف مع البيئة التي يوضع فيها، ويتابع أوضاع الصناديق متخصصون في المياه والتعقيم، بحسب إفادة أبو الجديان.

إعاقات الاحتلال

المدير المالي والإداري للمشروع زاهر سعد الدين يقول: "إن أسماك "الجارا روفا" غير متوافرة في القطاع، ولذلك واجهت إدارة مطعم "كزا ميزا" صاحبة المشروع عدة مشكلات في جلب هذه الأسماك إلى القطاع، نتيجة الإجراءات المعقدة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الواردات".

ويضيف سعد الدين لصحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال على مدار أربع مرات أعاد الأسماك ورفض إدخالها إلى غزة، بحجة أنها غير مطابقة، أو أن الهدف غير معروف، إلى أن نجحنا في النهاية في إدخالها"، مشيرًا إلى وجود تعطيل واضح من الاحتلال، إذ من المفترض إدخال هذا النوع كأي أسماك أخرى.

ويبين أنهم أعدوا دراسة صحية عن الفوائد الصحية لهذا النوع من الأسماك، واستشاروا وزارة الصحة التي أبدت ترحيبًا بالفكرة، لكونها لا ينتج عنها أعراض جانبية.