فلسطين أون لاين

بعد التصعيد ضد المتظاهرين.. ما خيارات الهيئة الوطنية ؟!

...
غزة- نور الدين

بعد تصعيد الاحتلال ضد المتظاهرين.. ما هي خيارات الهيئة الوطنية

من جديد عادت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة قرب السياج الفاصل شرقي قطاع غزة، إلى استخدام القوة المفرطة تجاه المتظاهرين السلميين المشاركين في مسيرات العودة، وهو ما ظهر جلياً في الجمعة الأخيرة لمسيرات العودة.

وتضرب قوات الاحتلال بعرض الحائط تفاهمات تثبيت وقف اطلاق النار في قطاع غزة التي جرت برعاية مصرية عام 2014، حيث دأبت على استهداف المتظاهرين السلميين بشكل مباشر، وهو ما أسفر عن ارتقاء شهيدين هما سيدة وطفل.

وإزاء هذا التصعيد الإسرائيلي، عقدت لجان مسيرات العودة اجتماعات عدّة لبحث إجرام الاحتلال، وخطوات الرد عليه، حيث أكدت أن "شعبنا لن يخضع أو يبقى رهينة لسياسة الضغط والابتزاز التي يمارسها الاحتلال"، وفق ما ذكر مسؤولان من الهيئة الوطنية.

عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وجيه أبو ظريفة، أكد أن قوات الاحتلال هاجمت المتظاهرين السلميين الجمعة الماضية بوحشية وتعمدت إيقاع الأذى في صفوفهم.

وشدد أبو ظريفة خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين" على أنه "لا يُمكن قبول استمرار التغول الإسرائيلي واستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين".

وقال: إن الهيئة الوطنية لمسيرات العودة طلبت من الراعي المصري الضغط على الاحتلال وإعادة الهدوء ووقف حملته المسعورة، خاصة أن معظم الإصابات كانت بعيدة عن السياج الفاصل الجمعة الماضية.

وأوضح أن الاحتلال لم يقتصر على استهداف المتظاهرين إنما يقصف نقاط الرصد قرب الحدود، "وهو ما يعكس رغبة الاحتلال في التصعيد ضد قطاع غزة"، وفق تقديره.

وأضاف "استمرار التصعيد من الاحتلال سيؤدي لرد شعبي وفصائلي فلسطيني عنيف، إذا تمادي في عدوانه ضد الشعب الفلسطيني"، داعياً الراعي المصري والأمم المتحدة إلى كبح جماح الاحتلال وعدم ربط الموضوع الإنساني بمطالب وقف مسيرات العودة.

وتابع أبو ظريفة: "لا نريد الذهاب لمواجهة مع الاحتلال، خاصة في ظل فترة الانتخابات التي يحاول من خلالها التصعيد على حساب الدم الفلسطيني"، مستدركاً: "مسيرات العودة مستمرة ولن يثنيها سياسات الاحتلال الظالمة".

ويتفق مع ذلك عضو الهيئة الوطنية لمسيرات العودة محمود خلف، مشيراً إلى أن الاحتلال يسعى من خلال جرائمه إلى الحد من مشاركة الجماهير في مسيرات العودة وإضفاء حالة من الترهيب.

وأكد خلف خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، أن مسيرات العودة مستمرة بطابعها السلمي، عاداً استمرار المشاركة الحاشدة فيها "أبلغ رسالة بالرد على جرائم الاحتلال".

وقال: "مازلنا ملتزمين بتفاهمات التهدئة التي رعتها مصر، لكنّ الاحتلال لم يلتزم بتخفيف الحصار عن قطاع غزة، وهو ما يدفع الأوضاع نحو التصعيد".

وأضاف: "طلبنا من الوفد المصري خلال زيارته الأخيرة لقطاع غزة، بضرورة الضغط على الاحتلال وإلزامه بتفاهمات التهدئة عبر تنفيذ خطوات جدية ملموسة برفع الحصار عن القطاع".

وشدد على أنه "لن يستمر صبرنا وسكوتنا على التباطؤ والمماطلة في تنفيذ تفاهمات التهدئة من الاحتلال"، لافتاً إلى أن الهيئة الوطنية ستتخذ قرارها الوطني للرد على جرائم الاحتلال في الوقت المناسب.

وكانت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، قد أكدت في بيان لها الأحد، قدرتها على التصدي لأي محاولة يسعى الاحتلال إلى تكريسها كأمر واقع في سياق محاولاته المستميتة للاستمرار في تشديده الحصار وإحكام خناقه على القطاع ومقومات الحياة فيها.

ودعت الهيئة، مصر والجهات الدولية إلى متابعة جهودها للضغط على الاحتلال للاستجابة لمطالب شعبنا، وإلا فإن لغة التصعيد ستكون اللغة المناسبة للرد على خروقات وسياسات الاحتلال.

واستشهد منذ انطلاق مسيرات العودة نهاية مارس الماضي 259 مواطنًا برصاص جيش الاحتلال؛ بينهم 11 شهيدًا احتجز جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصيب أكثر من 25 ألفًا آخرين.