شركة "الإخوان نكاش" الإسرائيلية، حازت قبل أيام على مناقصة استئجار "خان العمدان" في مدينة عكا القديمة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ستعمل من خلاله على تحويله من وقف إسلامي إلى فندق سياحي يهودي.
وبفعل تلك المناقصة، ومن خلال السياحة والتجارة، تعمل سلطات الاحتلال على تهويد البلدة القديمة في مدينة عكا، لتصبح يهودية المعلم، وسط رفض أهالي عكا سلب الآثار العربية والإسلامية وتهويدها.
ومن أبرز المخاطر التي تحيط بأهالي البلدة القديمة في عكا، المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تطور عملية التهويد الإسرائيلية بعد "خان المعمدان" لتصل إلى البيوت العربية العريقة المحيطة به، عبر ابتزاز أهلها بمبالغ مالية طائلة لشرائها.
وأُعلنت المناقصة من "شركة تطوير عكا القديمة" التي تتبع وزارة السياحة بحكومة الاحتلال؛ لتحقيق سياسة التهويد بأمر من مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
ويعيش نحو 4500 فلسطيني في البلدة القديمة، من أصل قرابة 25 ألف في عكا، يشكلون ثلث سكان المدينة التي تشتهر بصيد السمك، في حين يعاني صيادوها وأهلها من تضييق سلطات الاحتلال، مقابل تسهيلات للمستوطنين والسياح اليهود.
وأوضح مستشار رئيس بلدية عكا عباس زكور، أن شركة "الإخوان نكاش" شركة يهودية، سيؤدي عملها في "خان العمدان" إلى تطبيق سياسات إسرائيلية أخرى، كمنع رفع الأذان أو تخفيضه، وبيع منازل عربية وسط إغراءات مالية كبيرة.
وقال زكور في حديثه لصحيفة "فلسطين": "إن أحد الأسباب الرئيسة في مرور مثل هذه المناقصات والقرارات الإسرائيلية، عدم وجود الدعم المالي العربي والفلسطيني لتعزيز الهوية العربية في المدن الفلسطينية المحتلة، وعدم مشاركة رجال الأعمال العرب في تلك المناقصات للحفاظ على آثارنا".
المال مرتبط بالسلطة
من جهته، دعا الناشط الاجتماعي علي الزيبق، أحد سكان مدينة عكا، أصحاب المال العربي للاستثمار الجاد والحقيقي في الأملاك العربية، ودعم أهالي الداخل المحتل، مستنكرًا ارتباط رجال الأعمال الفلسطينيين بالسلطة الفلسطينية.
وأكد الزيبق في حديثه لـ"فلسطين" أن الهدف الحقيقي من المناقصة الإسرائيلية تهجير السكان الفلسطينيين والعرب من البلدة القديمة في عكا، وإفراغها من سكانها الأصليين.
وقال: "يجب أن تتوقف هذه المهزلة، وأن يعزز صمود السكان العرب الأصليين، بدعم من أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب، والحركات السياسية"، داعيا إياهم لمساندتهم في نضالهم لوقف عملية التهويد.
وأضاف "أعرف أننا قادمون على انتخابات، وإن فقدنا خان العمدان والحمام الصغير المجاور له، فإن التاريخ لن يرحمكم".
فشل الحراك القانوني
وعن دور الحراك القانوني، أوضح المحامي جهاد أبو ريا أن "خان العمدان والحمام الصغير في عكا في طريقهم إلى التهويد والطمس"، لافتا إلى فشل المحاولات القانونية داخل محاكم الاحتلال لإفشال هذا المخطط.
وقال أبو ريا: "بعد فشل الحراك القانوني، لم يبق لدينا إلا الحراك الشعبي والوطني".
أما الصحفي والناشط الشبابي تامر خليفة، فقد طالب بضرورة تشكيل صندوق قومي عربي لدعم أهالي الداخل المحتل، قائلا: "خان العمدان يباع في مزاد علني، والقدس تسرب العقارات. جاء الوقت الذي يكون لدينا قيادة همها أكبر من التمثيل والاستعراض".
وأضاف "يجب الأخذ بزمام المبادرة لإنشاء مشروع مستقل يدعم فلسطينيي الداخل المحتل وصمودهم، وشراء الأملاك ومساعدة الطلاب ودعم البيوت المستورة".
وخان العمدان، مبنى أثري مربع الشكل، من طبقتين، يحتل مساحة 5500 متر مربع، بناه والي عكا أحمد باشا الجزار عام 1878، ليشكل أحد أهم مراكز التجارة الدولية.
ويقع الخان قرب مدخل ميناء عكا، وقد جلبت عمدانه من خرائب قيسارية وعتليت، ويقع فوق مدخله الشمالي برج ساعة بني عام 1906 تخليدًا لذكرى السلطان العثماني عبد الحميد الثاني.