فلسطين أون لاين

​سرعة فكّ شيفرة "حد السيف".. إنجاز يُضاف لمنظومة القسام

...
الاحتلال أراد صناعة عملية أمنية نظيفة من الألف للياء
غزة/ أحمد المصري:

ما إن عادت نخبة الاحتلال الخاصة بخفَّيْ حنين إلى قواعدها تجرجر أذيال الخيبة بعد فشلها في تنفيذ عملية أمنية استهدفت ضرب منظومة المقاومة بقطاع غزة، حتى اشتعلت حرب الأدمغة القسامية للكشف عن شيفرة العملية الغامضة، وتعقيداتها، وأهدافها، رغم محاولة جيش الاحتلال بكل قوة ردم خيوط العملية وحظر نشر أي تفاصيل عنها.

معادلةٌ سرعان ما كسرتها كتائب القسام بعد أيام قليلة من وقوع العملية، عبر إعلانها امتلاك كل المعلومات والدلائل التي حاولت القوة الخاصة تحقيقها على أرض قطاع غزة، إذ كشفت مطلع هذا الأسبوع خلاصة ما توصلت إليه من أدوات مستخدمة في تنفيذ العملية، وأسماء أفراد القوة، والضابط الإسرائيلي الذي سقط صريعًا خلال لحظات الاشتباك الأولى.

وتمكن مجاهدو كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، من إفشال مخطط إسرائيلي استخباري في 11 من نوفمبر الماضي حينما اعترضوا قوة إسرائيلية خاصة دخلت إلى شرق خانيونس واشتبكوا معها، وتدخل الطيران الحربي لإنقاذها وإخراجها من القطاع بعد شن عشرات الغارات الجوية، ليستشهد في إثرها سبعة مقاومين من عناصر القسام.

خيوط عملية

ورأى الخبير في الشؤون الأمنية د.رفيق أبو هاني أنّ إمساك المقاومة بكامل خيوط عملية التسلل خلال مدة قصيرة، لا تتعدى الشهرين، يدلل بما لا يدع مجالا للشك على سرعة الجهوزية لدى المقاومة وإرادتها الفولاذية.

وقال أبو هاني لـ"فلسطين" إنّ سرعة الكشف عن أهداف القوة الخاصة وأسماء أفرادها وأماكن وجودهم، وأدواتهم، يثبت تمتع المقاومة بترتيب ميداني واضح، ونجاح في توزيع مهام عناصر الضبط الميداني، وقوة التدخل، وسرعة الاستجابة لأي طارئ.

ونبه إلى أنّ السرعة النسبية في كشف حيثيات وملابسات عملية التسلل وأهدافها تحمل العديد من الدلالات والعبر الأمنية والسياسية في إطار الصراع المحتدم مع الاحتلال، ومنها ما يشير إلى تطور لافت وملحوظ في الأداء والقدرات الأمنية والاستخبارية للقسام في الفترة الأخيرة.

وأوضح أنّ كتائب القسام وبعد انتهاء جولة القتال على الأرض ذهبت باتجاه العمل ضمن جولة "صراع الأدمغة"، للكشف عن الحيثيات الدقيقة لكامل جوانب العملية، من حيث طرق دخول القوة، وأهدافها، وقد توصلت ورغم الإمكانات المتواضعة مقارنة بدولة الاحتلال، إلى الأدلة التي أراد الاحتلال "تبخيرها".

تكرار التجربة

وأكد أبو هاني أنّ سرعة الكشف عن فحوى العملية، وإعلان التفاصيل خلال مؤتمر القسام الأخير، يزيد في رصيد الكتائب، ويجعل الاحتلال يفكر ألف مرة قبل إمكانية تكراره التجربة.

وبعد 13 يوما من وقوع عملية التسلل شرق خانيونس أعلنت كتائب القسام امتلاكها معلومات عدة توصلت إليها عبر التحقيقات الخاصة، ونشرت صورًا خاصة لأفراد القوة عبر وسائل الإعلام، وطالبت في حينها من يتعرف عليهم بالتبليغ عنهم فورا.

بدوره رأى الخبير بالشؤون الأمنية د. إبراهيم حبيب، أنّ عوامل عدة عجلت في كشف خيوط العملية بهذه السرعة، أولها قدرة "القسام" على ضبط العملية ميدانيًا، عبر انتشار عناصرها، وتنفيذهم سلسلة من الإجراءات الميدانية، التي أدت فورًا للتعرف على المعطيات المبدئية للعملية.

وأضاف حبيب لـ"فلسطين"، أنّ العامل الثاني الذي لعب دورًا مهما في سرعة الكشف عن العملية، تعاون المواطنين مع "القسام"، ومساعدتهم بما امتلكوا من معلومات وتسجيلات، وساهمت خبرة الأجهزة الأمنية في مكافحة العمل الاستخباري في فك رموز العملية.

حجر عثرة

ولفت إلى أنّ الكثير من العمليات السابقة التي أحبطتها كتائب القسام على نفس صورة عملية تسلل خانيونس، بقيت طي الكتمان، وسجلت عبرها وعبر عملية خانيونس، نقاط نجاح على الاحتلال بكشفها.

وذكر حبيب أن الكشف عن فحوى العملية وخيوطها رغم تعقيداتها والتخطيط الطويل والمحكم لها من أعلى مستويات لدى الاحتلال، لاختراق منظومة الاتصالات الخاصة بالمقاومة، ورغم محاولة إخفاء الدلائل العملية عليها وطمس معالمها، يمثل تأكيدًا أن ساحة غزة تمثل حجر عثرة أمام أي اختراقات، وأنها ستبقى نموذجًا آمنًا ومستقرًا بعيدًا عن يد العبث والاستباحة الإسرائيلية.

ورأى أنّ الاحتلال "أراد صناعة عملية أمنية نظيفة من الألف إلى الياء ومن دون أي خلل ولو كان جزءا من الألف من المئة، إلا أن إرادة الله، ثم تنبه القسام والأجهزة الأمنية، ومثابرتهم، وإصرارهم، وتمتعهم بالخبرات الأمنية كل ذلك أفشل هذا المخطط".