فلسطين أون لاين

حول عملية "حد السيف"

مختصان: إخراس الإعلام العبري شتت جمهور الاحتلال

...
غزة/ حازم الحلو:

أكد مختصان في الشأن الإسرائيلي أن تدخل الرقابة العسكرية على خط حظر نشر ما تداوله القسام بخصوص عملية حد السيف، قد ساهم في إرباك جبهة الاحتلال الداخلية التي تريد معرفة حقيقة ما حدث شرق خان يونس في تلك الليلة المشؤومة التي مرت على ما يفترض بأنها أفضل الوحدات القتالية في جيش الاحتلال.

وذكر المختصان أن الإعلام العبري يعيش حالة من عدم اليقين نتيجة تعطش الجمهور للمعلومة من جهة، وصرامة الرقيب العسكري الذي يحظر تداول المعلومات والصور من جهة أخرى، برغم أنه سمح بشكل طفيف بعرض الفيديوأو لقطات منه، في مسعى لطمأنة المجتمع الاسرائيلي على قدرات جيشه على العمل داخل الساحات المعادية.

وكانت كتائب القسام قد كشفت خلال مؤتمر صحفي، أول من أمس، عن معلومات وصور جديدة لعملية حد السيف التي أفشلت من خلالها القسام عملية استخباراتية معقدة لجيش الاحتلال خلال شهر نوفمبر الماضي، وأدت في حينه لمقتل قائد الوحدة الاستخباراتية وإصابة آخر واستشهاد القائد في القسام نور بركة وستة مقاومين آخرين.

وذكر المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي، أن مؤتمر القسام بشكل عام كان له أصداء واضحة في إعلام لاحتلال، برغم مسارعة الرقابة العسكرية الى تجديد تحذيرها السابق للإعلام بحظر تداول الصور والمعلومات التي يكشف القسام عنها، أو التعقيب على أي منها.

وأوضح أن قرار الرقيب العسكري يفتقر للمنطق حيث إنه بذلك يساهم في زيادة التشويش على عقل الجمهور الاسرائيلي الذي يريد معرفة ماذا حدث مع القوة الخاصة التي تسللت شرق خان يونس ومدى الأضرار التي لحقت بها جراء إفشال القسام لهذه العملية الاستخباراتية.

وبيَّن مرداوي أنه من خلال تداول بعض ما جاء في إعلان القسام، كان واضحا تأثر الاعلام العبري بالقدرات التي تمتلكها كتائب القسام، من ناحية معرفة من جاء ومن غادر وماذا فعلت القوة خلال وجودها داخل غزة، وذلك عبر شبكة كاميرات مراقبة موجودة في كل مكان تقريبا في قطاع غزة من شماله حتى جنوبه.

وأضاف: "برغم إدراكنا لقوة المقاومة وقدرتها على التصدي للاحتلال من خلال إحباط جهوده الاستخباراتية كما حدث خلال الاحتفاظ بالجندي (شاليط) لأعوام طويلة، إلا أنه لا ينبغي أن نقع في فخ التهوين من قدرات الاحتلال، فلا يجب ان ننسى ان ليده منظمة استخباراتية لديها إمكانيات هائلة، ويساندها اعلام موجه يتم التحكم به لخدمة اهداف الجيش بشكل مركز".

من ناحيته، ذكر المختص في الاعلام العبري مهران ثابت، أن وسائل الإعلام العبرية ترقبت موعد كلمة الناطق باسم كتائب القسام حيث تم الإعلان عنها في الاعلام العبري، وجرى تداولها وتناولها مع تظليل وتمويه صور القوة الخاصة والمعلومات التي يرى الاحتلال أنها قد تضر بعمله الاستخباراتي.

وأوضح لصحيفة فلسطين، أن الرقابة العسكرية سمحت ببث بعض اللقطات من داخل الفيديو لإظهار كفاءة القوة الخاصة بما يخدم الدعاية المبثوثة بأن يد الجيش تطال أي خصم في أي مكان وفي أي وقت.

ونوه الى أنه تم التعامل إعلاميا مع كلمة "ابو عبيدة" وتوثيق حركة القوة الخاصة من حيث الوصف مع تجنب أي تعليقات حول المعلومات أو الاشخاص الذين ظهروا في الفيديو، مشيرا الى أنه حتى اللحظة لم يعلق أي مسؤول إسرائيلي سواء من الحكومة او المعارضة على الفيديو.

ورجح ثابت أن يكون هذا التعامل الحذر مع مؤتمر ابي عبيدة مردُه الى أن المسألة بالنسبة للاحتلال مسألة أمنية معقدة وحساسة، معربا عن اعتقاده أن المستويات العسكرية في جيش الاحتلال قد تواصلت مع المسئولين وأمرتهم بعدم الاندفاع والتعليق على الموضوع.

وتوقع أن تخرج بعض التصريحات خلال الايام القادمة بخصوص ما ورد في المؤتمر، سواء كانت تصريحات مباشرة من بعض المستويات الحكومية أو الأمنية، من خلال تسريبات مقصودة تهون من إنجاز المقاومة بإفشالها للعملية الإسرائيلية.

وحول إمكانية أن يتقبل المجتمع الاسرائيلي هذا التعامل الاعلامي الحذر مع قضية تخص امنه بالدرجة الأولى، رأى ثابت أن بعض المنصات والمواقع الشعبية مثل موقع "روتر" قد تناولت القضية بشكل منفتح أكثر من الإعلام الرسمي الرصين، حيث غصت تلك المنصات بالتعليقات الغاضبة من الاسرائيليين ووصفوا الحدث بأنه فشل استخباراتي واضح لـ(إسرائيل).

ولفت الى إمكانية أن يقوم الإعلام العبري بنقل انطباعات الجمهور رغبة في مسايرته وعدم الانعزال عنه، على اعتبار ان الاعلام العبري في اغلبه اعلام يتبع شركات خاصة وليس مرتبطا بالحكومة، وعليه فليس له بد من اقتحام التفاصيل وان كان متأخرا ونزولا عند رغبة الجمهور.