فلسطين أون لاين

​كيف يُمكن جعل المحتوى الفلسطيني أكثر تأثيرًا؟

...
غزة - نور الدين صالح

أحدث التطور التكنولوجي الهائل تغييرات جوهرية عالمية على كيفية صناعة المحتوى ونشره عبر منصات التواصل الاجتماعي، في إطار السياسات "المُقيدة" التي يفرضها رؤساء هذه المواقع.

تلك الثورة العارمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تجعل التحديات أكبر أمام النشطاء ومستخدميها في كيفية الإيصال الصحيح لمنشوراتهم إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور في العالم، وهذا ما ينطبق على المحتوى الفلسطيني أيضًا.

ومن الواضح أن المحتوى الفلسطيني يواجه إشكالات عدة في إطار محاربة الاحتلال الإسرائيلي وإدارات مواقع التواصل إياه، لكونه مرتبطًا بقضايا سياسية مركزية تتعلق بالقضية الفلسطينية وطُرق توصيلها إلى العالم الخارجي، وهو ما يترك تساؤلًا مهمًّا عن كيفية جعل المحتوى الفلسطيني مؤثرًا وضمان وصوله إلى أكبر فئة من دول العالم الخارجي والإقليم؟

صحيفة "فلسطين" أضافت المدرب في مجال الإنشاء وتسويق المحتوى الرقمي محمد أبو كميل، للحديث عن كل ما يتعلق بالمحتوى الفلسطيني، وكيفية تجاوز العقبات التي تضعها إدارات هذه المواقع.

ورأى أبو كميل أن المحتوى الفلسطيني من أكثر المحتويات انضباطًا على مستوى الإقليم والدول العربية، لكونه موجهًا ويحمل رسالة وهدفًا واضحين.

وأرجع ذلك إلى ارتباط المحتوى، وما ينشره نشطاء مواقع التواصل بقضايا سياسية مهمة تتعلق بالقضية الفلسطينية على جميع الأصعدة.

وبين أن نشطاء مواقع التواصل باتوا أكثر صحوة في الوقت الراهن، خلافًا للأعوام السابقة، خاصة في إطار وجود عددٍ من التجمعات الشبابية المتخصصة في (السوشيال ميديا) والإعلام الرقمي، وتنظيم فعاليات عدّة متعلقة بهذا الشأن.

وعن إمكانية جعل المحتوى الفلسطيني مؤثرًا ذكر أبو كميل أن النشطاء الفلسطينيين بحاجة لوجود جهة موحدة تُشرف عليهم، لتنظيم عملهم وتوجيهه بانضباط أكثر، لضمان وصوله إلى أكبر عدد من الجمهور بالعالم.

ودعا الجهات المختصة ووزارة الإعلام إلى تشكيل جسم أو نقابة مختصة تنظم عمل النشطاء، وتضع لهم آليات مُحددة تساهم في نشر القضية الفلسطينية، وما يواجهه الشعب الفلسطيني.

في الأثناء أكد أبو كميل أن السياسات التي تفرضها إدارات مواقع التواصل تؤثر في إمكانية وصول المحتوى الفلسطيني إلى المستويين الدولي والإقليمي.

وقال: "إدارة المواقع تعد المنشورات الفلسطينية غير مرغوبة، بحكم ارتباطها بالقضية الفلسطينية، الأمر الذي يدفعها إلى تقييد النشطاء في النشر، وفرض شروط تحد من وصول المحتوى".

وأوصى أبو كميل النشطاء بضبط منشوراتهم أكثر، وكتابتها بأسلوب "غير صريح"، أي ألا تكون مباشرة، للتغلب على سياسات مواقع التواصل.

ودعاهم أيضًا إلى تطوير أنفسهم أكثر واستخدام أساليب مقننة أكثر، لضمان وصول رسالة المحتوى الفلسطيني دون أي عقبات مُحتملة.

ونبّه إلى ضرورة الاستخدام المُنظم لمواقع التواصل، والابتعاد عن نشر المحتويات بطريقة "غير مسؤولة"، "لأنه في حال كتبت المنشورات خطأ سينعكس ذلك سلبًا على الرسالة الفلسطينية"، وفق تعبيره.

وختم أبو كميل حديثه برسالة مهمة لنشطاء التواصل: "يجب عليكم الانتباه جيدًا أن منشوراتكم إما أن تؤثر إيجابًا أو سلبًا على القضية الفلسطينية، لذلك عليكم كتابتها بحذر ودقة"، داعيًا إياهم للالتحاق بالدورات والفعاليات المختصة بهذا الشأن، بهدف تطوير أنفسهم وأدائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.