فلسطين أون لاين

​خلة: خسيت .. والسر في "السّلطةْ"

...
محمود خلة
غزة- مريم الشوبكي:


قيادة السيارة الحلم البسيط لدى جميع الأشخاص كان من الصعب على محمود خلة تحقيقه، لأن 230 كيلوجرامًا كانت حائلًا بينه وبين المقود، كان أصدقاؤه يمازحونه: "سنزيل الكرسي الأمامي، وتجلس على الكرسي الخلفي ليتسع لك المكان".

المداح خلة (26 عامًا) من مدينة غزة، كان يعاني السمنة المفرطة، التي شكلت خطرًا صحيًّا على حياته إذ أضعفت عضلة القلب وجعلته ينام جالسًا، والمشي ألغاه من قاموسه، وكان وزنه عائقًا أمام زواجه، حتى قرر إنزال وزنه ونجح في إزالة 110 كيلوجرامات من وزنه.

حمية غذائية

حينما فاتحه والده بالزواج رفض، لأن عشقه كان الأكل، حتى حاصروه وشجعوه على المضي قدمًا نحو الحمية الغذائية، وبالفعل مع بداية عام 2016م بدأ المشوار بنظام غذائي مع أعشاب، ثم "رجيم" دون أعشاب.

يقول خلة لـ"فلسطين": "نظامي الغذائي لم يكن الحرمان أساسه، كنت أتناول ما أريد، ولكن ببدائل، فمثلًا الأرز استبدلت به البرغل، والملح امتنعت عنه وأبدلت به الليمون، والسكر استغنيت عنه بسكر الفواكه الذي يباع بالصيدلية، وانقطعت عن الزيوت والدهون كالزبدة والسمنة تمامًا".

ويضيف: "بعد عشرة أيام من بدء "الرجيم" لاحظت اختفاء النهجة التي كنت أعانيها عند المشي، وحينما تطلب نفسي الحلويات كنت أتناولها في بداية النهار حتى أتمكن من حرق سعراتها الحرارية حتى لا تختزن في الجسم، وأتوقف عن تناولها مع الساعة الخامسة مساءً".

ويبين خلة أنه ألغى المقالي من نظام أكله، واعتمد على السلق في الخضار واللحوم والأسماك والدجاج، وأيضًا قلل من النشويات والسكريات والدهون، مع تناول مشروبات ساخنة حارقة كالزنجبيل مع الليمون، والقرفة.

بعيدًا عن الأعشاب

ويلفت إلى أنه اعتمد في "الرجيم" تناول خلطات الأعشاب الجاهزة مدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عنها، وأصبح ينظم غذاءه بتناول مشروبات حارقة، ووجد النتيجة نفسها، ناصحًا الأشخاص بالاعتماد على حمية غذائية صحية بعيدًا عن خلطات الأعشاب.

وينصح خلة أي شخص ينوي إنزال وزنه بتناول طبق من السلطة بالليمون والخل الطبيعي، وتناول الماء، أو المشروبات الحارقة كالشاي الأخضر الطبيعي، والابتعاد عن شاي "الرجيم"، قبل تناول أي وجبة؛ فإنها ستأخذ حيزًا من المعدة، وتقلل من كمية الطعام التي سيتناولها.

وإرادة خلة نحو "الرجيم" جعلته ينقص من وزنه 70 كيلوجرامًا خلال تسعة أشهر من وزن 230 كيلوجرامًا، حتى تزوج وترك "الرجيم" ليعود إلى العادات الغذائية الخطأ، ويزداد وزنه مضاعفًا، لتعود معاناته مع تضخم عضلة القلب، والشخير.

وفي منتصف 2018م اتخذ خلة قرارًا بالخلاص نهائيًّا من وزنه؛ فقرر الخضوع لعملية قص المعدة، وكان يعارض والداه الخضوع لها، وبعد سبعة أشهر خسر 60 كيلوجرامًا، من 180 كيلوجرامًا وصل إلى 120 كيلوجرامًا.

لا تسمع المحبطين

ومن خلاصة تجربته ينصح خلة بعدم سماع الكلام المحبط من الناس، أن من يخضع للعملية سيعاني فقر دم، وسيعاني أمراضًا قد تنهي حياته، بل عليه سؤال أهل الخبرة والاختصاص فقط.

ويذكر أنه قص نحو 77% من معدته، في المقابل مكاسبه الصحية كانت كبيرة، قلبه أصبح سليمًا معافى، وأجهزة جسمه الحيوية تعمل بكفاءة، وأصبح يمشي مسافات طويلة دون أن يلهث، ويشعر بالشبع من دبوس دجاجة وثلاث ملاعق أرز.

ويبين خلة أنه في أول ثلاثة أشهر بعد العملية عاش على السوائل، التي تجمع فيها كل العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم، حتى لا يصاب بالهزال، والعصائر الطبيعية، والبروتين مكملًا غذائيًّا، وابتعد عن تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، حتى لا يعود إلى اكتساب الوزن.

ويختم حديثه بنصائح بدأها لمن لا يشكون وزنًا زائدًا: "حافظوا على أوزانكم، وأنتم -يا من تعانون وزنًا زائدًا- اتبعوا حميات غذائية غير مرهقة، وكلوا ما شئتم، واكسروا "الرجيم" يومًا في الأسبوع، وحافظوا على المشي والرياضة، أما يا أصحاب السمنة المفرطة فقص المعدة هو الحل الأسلم لتحافظوا على صحتكم".