رئيس سلطة رام الله، محمود عباس، يرى نفسه في التعريف السياسي الفلسطيني كمعادل موضوعي لعملية التسوية التي فشل مسارها وأفلست بكل الأحوال.
بالتالي هو يشعر بأنه بات «مرفوضا ومدانا»، أو قل بلا غطاء سياسي أمام الإقليم والشعب الفلسطيني، وهذا يفسر توجّه بوصلته نحو النرفزة واتخاذ قرارات تصعيدية غير مناسبة بحق الفلسطينيين.
الواضح، أنه كلما اقترب موعد طرح الخطة الاميركية المتعلقة بالصراع في فلسطين «صفقة القرن» نراه أكثر نرفزة وأشد قسوة على قطاع غزة وحركة حماس.
لم نعد نفهم ما يريده تحديدا، فتراه يتحجج أن غزة «بإدارة حماس» تريد تأييد الانفصال عن الضفة وإقامة دولة فلسطينية فقط في القطاع، ويروج لذلك متناغمة معه قيادات تياره في تنظيم فتح.
لكن من يراقب إجراءاته التصعيدية تجاه غزة منذ البدايات إلى آخر قرار بسحب موظفيه من إدارة معبر رفح، يدرك أنه لا يريد عودة غزة للانضمام للضفة، وأن سلوكه لا يبتعد عن رغبة جامحة برمي القطاع بعيدًا عن فلسطين.
الرجل، يخاف من كل ما يحيط به، والسبب أنه أفلس في قدرته على تسويق بضاعته التسووية على الفلسطينيين، وبالتالي سينجم عن ذلك فراغ واسع، يخشى أن تقوم حماس بتعبئته في الضفة.
بتقديري إن عباس لم يتبقَ له الكثير، ورصيده بدأ بالنفاد، ولولا موقفه «الصلب المعقول» الاخير من ادارة ترامب بعد نقل السفارة الاميركية للقدس، لقلنا انه انتهى فعليا.
لكن هذا لا يعني ان يقوم بهدم المعبد الخاص بالفلسطينيين، وضرب مقدراتهم بالصميم، عليه ان يجعل الخواتيم مفيدة للفلسطينيين، وتؤسس لبداية مختلفة.
على الرئيس عباس، وعقلاء فتح، مراجعة خصومتهم مع حماس بمنظار وطني، او على اقل تقدير، بمنظار فصائلي، لكن ان يطغى على الصراع اللغة الحاسمة والصفرية، فهذا مما لا تحتمله الحالة الفلسطينية.
أتمنى أن يراجع عباس مواقفه، وإن قرر هدم المعبد، فليهدمه على الإسرائيلي ومساره التسووي، فهو يعلم أن الحكومة القادمة في اسرائيل لن تعطيه شيئا، وكذلك ادارة ترامب، وعندها من المخجل ان يعاقب الفلسطينيين وغزة على ذلك.