كشف مدير الخرائط بجمعية الدراسات العربية، والخبير في شئون الاستيطان، د. خليل التفكجي، عن مخطط إسرائيلي جديد يطلق عليه مسمى (5800)، الهادف لتهويد مدينة القدس والاستيلاء الكامل على كافة مفاصلها في إطار المشروع التهويدي المعروف باسم (أورشليم 2050).
وقال التفكجي لصحيفة "فلسطين": إنّ المشروع سيصل إلى تفريغ القدس نهائيًا من طابعها الفلسطيني، وسيستولى على الأرض من فوقها وتحتها وحتى الفضاء، وسيقضي بشكل تام على أي حلم بكون القدس عاصمة مستقبلية للفلسطينيين.
وأوضح أنّ المخطط يشمل إقامة مطارات ومناطق صناعية وتجارية وسكنية وسكك حديدية جديدة، وفنادق، لتحقيق فكرة أن تصبح القدس حتى عام 2050 بمثابة محور، وهمزة وصل ما بين أوروبا والغرب، والشرق الأوسط.
وذكر أن المخطط سيستولي على ما مساحته 35 كيلو متر على طول مساحة القدس، و20 كيلو باتجاه العرض، مؤكدًا أن الضفة الغربية ستصبح ثلاث مناطق منفصلة عن بعضها البعض أشبه بالكانتونات.
وشدد على أن المخطط التهويدي الجديد يحقق ثلاث نقاط استراتيجية للاحتلال، أولها إمكانية ذهاب أي مستوطن أو سائح خلال 10 دقائق إلى البحر الميت، والنقطة الثانية، الذهاب للأردن عن طريق جسر الملك عبد الله المغلق حاليًا والذي سيجري افتتاحه، فيما الثالثة تحقيق وصول المستوطن أو السائح إلى القدس "للسياحة الدينية" في غضون خمس دقائق.
وبين التفكجي أن السكان المقدسيين عبر هذا المخطط سيصبحون أقلية في المدينة، وسيتم منحهم الهوية الإسرائيلية، ومن سيرفض ذلك سيكون مصيره الإبعاد عن المدينة، فيما سيكون وضع المسجد الأقصى كما لو كان مكان يقتصر على أداء الصلاة وإغلاقه عقبها مع التحكم في كافة مفاصله.
وأكد أنّ المقدسيين في مدينة القدس وعبر المخطط الاستيطاني القادم، "غير موجودين على الخارطة"، وستذوب الأحياء والقرى العربية الخاصة بهم رويدًا رويدًا، مع حالة الاستيلاء المستمرة، وسياسات الطرد وهدم المنازل والمنشآت.
ولفت إلى أن دولة الاحتلال تستغل وجود رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب الداعم لـ(إسرائيل)، وتضخ المليارات من الدولارات لمدينة القدس لتسريع عجلة التهويد، والبدء في مشاريع تهويدية جديدة أوسع من الناحية الاستراتيجية.
ورأى التفكجي أن ردة فعل الموقف الفلسطيني الرسمي حول المخطط التهويدي القادم تجاه القدس والذي ينهي فعليا أي وجود للعاصمة من القاموس، لن يتعدى "الزوبعة الإعلامية"، وبيانات وتصريحات التنديد والاستنكار، دون أي حراك فعلي على الأرض.