فلسطين أون لاين

اخلق جوًا للدراسة وغيّر مكانك

"التسويف الأكاديمي" حاربه بإدارة الوقت

...
غزة/ مريم الشوبكي

التسويف الأكاديمي يعد مشكلة شائعة بين طلاب وطالبات المدارس والجامعات، حيث يؤجلون الدراسة إلى الوقت "بدل الضائع"، ويبدؤون بمسابقة الزمن لإنهاء المقرر الدراسي، وبعضهم ينجح ويمر لأنه يستطيع الدراسة تحت الضغط، وآخر يفشل فيضطر للإعادة.

الشخص الذي يقوم بالتسويف يفتقر لمهارات إدارة الوقت، وليس لديه القدرة على التخطيط والتنظيم، ويعاني من عدم رغبته في تحقيق نجاح باهر في الدراسة، ويركز على اجتياز المقرر الدراسي فقط.

إدارة الوقت

الاختصاصية النفسية إكرام السعايدة بينت أن التسويف هو تأجيل الطالب للمذاكرة والقيام بالمهام الأكاديمية المطلوبة منه، وأدائها في وقتها المناسب، وإنجازها في اللحظات الأخيرة في الدراسة، مما يشكل عبئًا دراسيًا عليه وضغطًا نفسيًا رهيبًا.

وأوضحت السعايدة لـ"فلسطين" أن التسويف الأكاديمي عادة يبرز في المراحل الدراسية العليا، ويعد سمة عامة عند الطلبة الجامعيين، ولكن أكثر الأشخاص الذين يقومون بالتسويف الأكاديمي هم الطلبة الأذكياء فتجد أحدهم يدرس بالساعات الأخيرة المتبقية ويذهب للامتحان ويتفاجأ بالدرجات العليا التي حصل عليها.

وأشارت إلى أن من سمات الشخصية التي تميز تلك الفئة أنهم غير منظمين، فمنذ بداية العام الدراسي لا يوزعون المادة الدراسية حتى يسهل عليهم قراءتها، فتأتي نهاية الفصل وتتكدس عليهم المهام الدراسية، وهم شخصيات غير ملتزمة، يفتقدون إلى مهارات إدارة الوقت، والتخطيط، والبعض ما يهمه اجتياز المقررات الدراسية فقط.

ولفتت الاختصاصية النفسية إلى أن وجود عوامل تؤدي إلى التسويف منها مهدرات الوقت كمنصات التواصل الاجتماعي، وحالة الإحباط التي تسربت إلى نفوس بعض الطلبة حينما ينظرون إلى سابقيهم من الخريجين، وعدم اهتمام الأهل بمتابعة أبنائهم دراسيًا.

وذكرت أنه من ضمن العوامل تغرير بعض الأصدقاء لأصدقائهم بعدم الدراسة، وافتقاد البعض المقدرة على التركيز لمدة طويلة، والفجوة التي تركتها بعض المناهج الدراسية والتي لم تراع اهتمامات الطلبة وميولهم.

تراكم العبء

وأشارت السعايدة إلى أن أساليب التدريس التقليدية والقائمة على التلقين والحفظ، وعدم ترك مساحة للطالب لتفكير واظهار امكانياته وقدراته والاكتفاء بمصادر التعلم التقليدية وهي الكتاب، كلها عوامل تؤدي إلى التسويف.

وذكرت أن للمسوفين أكاديميًا بعض المميزات أنهم يستطيعون إنجاز المهام في وقت قصير، ويعملون تحت الضغط بكفاءة لذلك تجد رغم كل شيء تحصيلهم الدراسي عاليا.

وعن آثار التسويف الأكاديمي، بينت السعايدة أنه يؤدي إلى تراكم العبء الدراسي على كاهل الطالب، ويصاب الطالب بحالة من الضغط النفسي والتي تسيطر عليه خاصة في المرحلة الأخيرة للامتحانات، كما يلجأ للسهر وتناول المشروبات التي تحتوي على المنبهات ولها آثار صحية سلبية.

وأشارت إلى أنهم يلجؤون إلى شراء كراسات دراسية مختصرة مما يساهم في زيادة العبء الاقتصادي على كاهلهم، والبعض يجد نفسه أنه لا يستطيع إنجاز المادة الدراسية على أكمل وجه، وقد يرسب في المادة أو يحصل على علامات متدنية.

معالجة التسويف

وهناك طرق لمعالجة التسويف الأكاديمي، بينت السعايدة أنها تقوم على تنظيم المادة الدراسية، وإدارة الوقت بفعالية، وتنويع مصادر التعلم، وتقنين ساعات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم الخضوع لضغوطات الأقران.

وأشارت إلى أنه في حال وجود بعض المفاهيم الدراسية الغامضة يجب الاستفسار أولًا بأول عنها، ومراعاة الجهات الأكاديمية لاهتمامات وميول الطلبة، وإشراك الطلبة في العملية التعليمية، وإتاحة الفرصة أمامهم للتفكير خارج الصندوق لترسيخ المعلومات في أذهانهم.

ودعت الاختصاصية النفسية إلى خلق جو مواتٍ للدراسة تتوافر فيه مقومات من حيث جو الغرفة، والإضاءة، والبعد عن المشتتات كالضوضاء، والألوان المريحة في المكان، واختيار الأدوات الدراسية المفضلة لدى الطالب.

ونصحت بتغيير مكان الدراسة من حين لآخر، وأخذ مدة راحة من وقت لآخر، وممارسة بعض التمارين التي تساعد على التركيز، واختيار الساعات التي يتقد فيها الذهن مثل الأوقات التي تلي صلاة الفجر، وأوقات المساء، والبعد عن السهر وتناول المنبهات.

وأشارت السعايدة إلى أن بعض الأفراد يتناسب معهم الدراسة في ساعات متأخرة من الليل وهذا مرهون بالفروقات الفردية بين الأفراد.