قائمة الموقع

​لماذا يلجأ بعض الطلبة للدروس الخصوصية؟

2018-12-29T10:16:26+02:00

الدروس الخصوصية أمر مهم عند عدد من الطلبة ليجتازوا الفصل الدراسي بنجاح، ففي الأيام الأولى من العام الدراسي الجديد يتهافت الآباء والأمهات لتسجيل أبنائهم وبناتهم في المؤسسات التعليمية الخاصة بـ «الدروس الخصوصية» ليزيحوا عن كاهلهم عناء وجهد تدريسهم.

ومع اقتراب موعد الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول يبدأ نشاط الدروس الخصوصية، إذ تشكل مصدر قلق لأولياء الأمور والطلبة والمسئولين في التربية والتعليم. وتطرح ظاهرة الدروس الخصوصية علامة استفهام كبيرة، باحثة عن الأسباب الحقيقية وراء تفشي هذه الظاهرة، ما يمكن أن يعطي مؤشرًا خطيرًا على فشل المنظومة التعليمية وعقمها في إيجاد حل لهذا الكابوس الذي يسيطر على الطلاب وذويهم اذ أصبح يثقل كاهل كل بيت وأسرة على الصعيد المادي والمعنوي.

عبء دراسي

ولية أمر الطالب محمد ياسين، قالت: "مستوى أبنائي التعليمي متوسط، ولا أجد وقتًا لمتابعتهم يوميًا، إضافة لصعوبة المناهج الدراسية"، موضحة أن أولادها يحتاجون لوسائل متنوعة لتبسيط المعلومة وهذا لا يوجد في الصف المدرسي، لذلك لجأت لإرسالهم إلى المعلم الخصوصي".

وبينت أنه بعد تلقي أحد أبنائها الدروس الخصوصية ارتفع معدله التراكمي، ما جعلها مستمرة في إرساله في بداية كل عام إلى مؤسسة تعليمية أو مدرس خاص.

ومن جهة أخرى قالت الطالبة أسماء قزعاط: "سمح لي والدي بأخذ الدروس الخصوصية، لشعوري بالقلق والخوف"، مضيفة أن ثقل العبء الدراسي في المادة الواحدة يدفع المعلم إلى الإسراع في الشرح مما يؤدي إلى شعور الطلاب بعدم الفهم.

والطالب أحمد أبو عاصي قال: "سجلت في الدروس الخصوصية لأنني أعلم جيدًا أن المدرسة لن تعطيني حقي كاملاً في التعليم في جميع المواد، فبالكاد يستطيع المعلم شرح الدرس مفصلًا، كما أن الدروس الخصوصية تحفزني للمذاكرة وتساعدني في مهامي وواجباتي".

وتقول إحدى الطالبات –رفضت ذكر اسمها- إنها تلجأ إلى الدروس الخصوصية في مادة الرياضيات لصعوبتها؛ ولأن المعلمة لا تشرح المادة بتوسع، وتكتفي بمشاركة الطالبات المتفوقات، لذلك تلجأ إلى معلمة الدروس الخصوصية لتعوض الدرجات في الامتحان؛ لأن المشاركة مع المعلمة في الفصل مصدر للدرجات.

وهكذا فإن الدروس الخصوصية أصبحت ضرورة لا غنى عنها بالنسبة للطلاب وعبء ثقيل تحمله أولياء الأمور في سبيل نجاح أبنائهم وبناتهم، ومكسب مادي مضمون يسعى إليه معظم المدرسين والمدرسات، وظاهرة متزايدة تجتهد إدارات التعليم وتسعى إلى معالجتها بوسائل وأساليب علمية للقضاء عليها وإيجاد البدائل التي تفيد الطلبة والطالبات وتحقق لهم النجاح.

كبسولات النجاح

معلمة الرياضيات و(نائب مدير) مدرسة علي بن أبي طالب الثانوية للبنات بحي الزيتون منال الصباغ قالت إن الدروس الخصوصية آفة منتشرة جدًا بين الطلاب، اعتقادًا منهم أنها هي سر النجاح وهذا اعتقاد خطأ لأنها تعطي نتائج عكسية بسبب تشتت الطالب.

وأكدت الصباغ لـ "فلسطين" أن الالتزام بالكتاب المنهجي والحصص المدرسية كفيلان بنجاح الطالب بينما الدروس الخصوصية تقدم ما يسمى بـ (كبسولات النجاح)، موضحة أن المعلم يعالج ضعاف التحصيل الدراسي من الطلاب بإلحاقهم بحصص إضافية لرفع مستواهم الدراسي.

وأشارت إلى أن وزارة التربية والتعليم سعت لتصوير المناهج المختلفة ضمن دروس تعليمية المصورة على موقع روافد التعليمي مما أدى الى انخفاض نسبة الطلاب الملتحقين بالمراكز التعليمية.

ودعت الطلاب لأن يكونوا على تواصل مستمر مع المعلم في المدرسة ومتابعين لدروسهم وواجباتهم، وأن يأخذوا بنصائح معلميهم ويلازموا كتابهم المدرسي فهو الحل الوحيد والكفيل للنجاح.

أما معلمة مركز ابداع التعليمي هبة ياسين، فقالت: "إن سبب لجوء الطلاب للدروس الخصوصية هو تدني مستويات الأمهات في تحصيلهم الدراسي وانشغالهم في رعاية أبنائهم في ظل العدد المتزايد للإنجاب فتلجأ الأمهات لإرسال أبنائهم للدروس الخصوصية".

كما وأضافت ياسين أن صعوبة المنهاج وكثافته وكثرة عدد الطلاب في الفصل الدراسي، وأيضًا عدم قدرة المعلم على إعطاء الاهتمام لجميع الطلاب؛ هو سبب للجوء الطلاب إلى مراكز الدرس الخصوصي.

ولفتت إلى أن الهدف من الدروس هو تسهيل الدراسة وتأسيس ورفع مستوى الطلاب، أما على صعيد المعلمات في الخصوصي فهو فرص عمل لهن في ظل عدم توافر فرص عمل للخريجين.

وأشارت ياسين إلى أنه من أسباب اللجوء لمراكز الدروس الخصوصي هو عدم استيعاب الطالب للمنهج الدراسي، أو خوف الطالب من عدم التحصيل المدرسي، وكمية المناهج المدرسية؛ فالطالب بحاجة إلى من يساعده في تلخيص المنهج وترتيبه وتحضير الدروس له قبل ذهابه إلى المدرسة.

اخبار ذات صلة