في مخيم العودة شرق مدينة غزة، تجسدت لوحات التحدي والصمود التي يسطرها الشعب الفلسطيني بكل أطيافه، متحدين الاحتلال الإسرائيلي الذي يمنعهم من ممارسة حقوقهم في العبادة والعلاج والتنقل بين مدنهم في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي الجمعة الأربعين لمسيرة العودة وكسر الحصار، شاركت حشود من المسيحيين في قطاع غزة، في فعالياتها تحت عنوان "لن نساوم على العيش بكرامة"، مستنكرة منع الاحتلال أبنائها من ممارسة حقهم في العبادة في الكنائس في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
ورفض عضو مجلس الوكلاء في الكنيسة الأرثوذكسية العربية بغزة، إلياس الجلدة، منع الاحتلال أهالي وسكان قطاع غزة، مسلمين ومسيحين، من حرية العبادة والتنقل، مؤكدًا أن ذلك مخالف للقوانين الإنسانية.
وأكد الجلدة على هامش مشاركته في مسيرة العودة، أن الشعب الفلسطيني يجب أن يصل إلى حقه التاريخي في الحرية والاستقلال، ويجب وقف ممارسات الاحتلال في منع وصول المسلمين إلى المسجد الأقصى ووصول المسيحيين إلى كنائسهم، عدا عن منع العلاج والسفر والحياة الكريمة، داعيًا منظمات حقوق الإنسان للتدخل من أجل رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.
وقال الجلدة لصحيفة "فلسطين": "لا يجوز بقاء شعبنا يطالب بالحرية، ويُفرض عليه إجراءات عقابية في ظل صمت المجتمع الدولي بهذا الشكل"، مطالبًا الدول العربية "المشارِكة في عار التطبيع بالتخلص منه، وممارسة الضغوطات على الاحتلال بفرض سياسة المقاطعة؛ حتى يرتدع ويتراجع عن سلوكه".
وخلال كلمته في فعاليات مخيم العودة شرق مدينة غزة، قال الجلدة: "نحن معكم بكل خطوة تخطونها، فالمجد لله في العلا والحرية لكم على الأرض والكَنْس للمحتل الغاشم".
وأضاف: "ونحن نعيش أجواء الميلاد التي تقرعه أجراس كنائس العودة، وأصوات مآذن المساجد، نؤكد أننا مسيحيين ومسلمين جنبًا إلى جنب، وكنا وما زلنا نروي تراب الأرض وفلسطين بدماء القادة العظام أمثال جورج حبش وياسر عرفات وأحمد ياسين وفتحي الشقاقي وأبو علي مصطفى".
وأردف "من هنا من منبع الديانات السماوية ومهد الرسالات حيث مهد الرسول محمد الذي جاء بالرحمة، نؤكد أن شعبنا صامد وسيبقى ضد كل المؤامرات الرجعية التي ستتحطم حتمًا".
وشدد على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية، داعيًا قادة الكنائس للنهوض ضد جرائم الاحتلال والوقوف كما هم دومًا جنبًا إلى جنب مع المسلمين.