أحالت وزارة الصحة برام الله مؤخرًا طبيبًا ذو تخصص نادر في غزة للتقاعد الإجباري، منضمًا بذلك إلى آلاف الموظفين الذين أحالتهم حكومة الوفاق للتقاعد من القطاع.
ويقول الطبيب حاتم المصري (47 عامًا) على حسابه في فيسبوك الخميس، إنه "تم إحالته إلى التقاعد الإجباري، رغم أنه الوحيد بقطاع غزة الذى يحمل ماجستير مزدوج في علم المخ والأعصاب والطب النفسي".
ويوضح أنه في عام ١٩٩٨ طلب منه والده -رحمه الله- بعدم العودة إلى القطاع، قائلًا له: "لا مستقبل بغزة"؛ كما طلب منه عميد كلية الطب عدم العودة والسعي لاجتياز امتحان مزوالة المهنة الأمريكي، "لأنني كنت الطالب المفضل عنده" وفق قوله.
ويضيف: أثناء تقديم الامتحان العملي بجامعة عين شمس بمصر تم التشديد علي في مستوى الامتحان، وأخبرني الأساتذة أنهم تعمدوا ذلك لأنهم يريدون مني أن أكون سفيرًا متميزًا للجامعة بفلسطين.
ويتابع المصري: "عذرا والدي، عذرًا عميد كلية الطب، عذرًا أستاذه مصر الكنانة؛ لقد تم إحالتي إلى التقاعد الإجباري عن عمر ٤٧ سنة".
وأحالت حكومة الوفاق مؤخرًا الآلاف من موظفي السلطة الفلسطينية في قطاع غزة للتقاعد المبكر الإجباري، دون توضيح الأسباب.
يذكر أن الحكومة أحالت في أغسطس 2017 ما يزيد على ستة آلاف موظف ممن يتلقون رواتبهم من السلطة للتقاعد في غزة غالبيتهم العظمى في وزارتي الصحة والتعليم.
وتؤكد عديد من المؤسسات الحقوقية أن القرارات بقوانين بشأن التقاعد المبكر للموظفين العموميين العسكريين والمدنيين التابعين للسلطة تفتقر للمصلحة العامة وتمتهن كرامة الموظفين وعائلاتهم وتزيد من تدهور حالة حقوق الإنسان خاصة بقطاع غزة.