رأى محللان سياسيان أن خشية حركة فتح والسلطة من الاحتلال الإسرائيلي، دفعها لنفي تصريحات عضو اللجنة المركزية لفتح عباس زكي، بشأن موقف إيران من الشعب الفلسطيني.
وهاجمت مصادر من حركة فتح تحدثت لوكالة "وفا" التابعة للسلطة، عضو اللجنة المركزية للحركة عباس زكي، عقب تصريحات أدلى بها لقناة "الميادين"، تتعلق بموقف إيران من دعم الكل الفلسطيني.
ونقلت "وفا" عن المصدر قوله: إن "التصريحات التي أدلى بها عباس زكي لقناة الميادين لا تعبر مطلقًا عن الحقيقة، ولا تعبر عن موقف القيادة الفلسطينية، وإنه لا يمثل إلا نفسه في هذا الموقف والتصريح".
وقال الكاتب والمحلل السياسي عبد الستار قاسم، إن السلطة وحركة فتح يخشون غضب (إسرائيل)، ويظنون أن موضوع الدعم الإيراني سر لا تعرف به (إسرائيل).
وأضاف قاسم لـ"فلسطين": "عندما تحدث عباس زكي بالحقيقة خافت كل من السلطة وحركة فتح أن تغضب عليهم (إسرائيل) وتتخذ ضدهم إجراءات، وما ذكره عباس زكي هو الحقيقة".
وتابع: إن "السلطة لو انفتحت على إيران لحصلت على كثير من المال، لكنها تخشى (إسرائيل) وأمريكا".
واستدرك قاسم :"إن السلطة لديها استعداد بأن تضحي بمصالح الشعب الفلسطيني من أجل إرضاء الاحتلال الإسرائيلي وأمريكا".
ورأى أن موقف المصدر المقرب من السلطة وفتح، يعكس ابتعادهما عن محور المقاومة، والذي باتت السلطة تصفه "إرهابًا"، مضيفًا: "هم (السلطة وفتح) وقَّعوا اتفاقيات تعدّ المقاومة الفلسطينية إرهابًا، وهذا ليس جديدًا، ومتبع منذ عام 1994، وكل محاولة للمقاومة يمقتونها ويدينونها وإن استطاعوا النيل من أصحابها يفعلون" حسب قوله.
ورأى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة وليد المدلل، أنه من الصعب أن تتحمل فتح والسلطة مثل هذه التصريحات، أو أن تكون علاقاتها جيدة مع إيران، أو تتلقى دعمًا منها، باعتبار أن ذلك يزعج الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي.
ونبَّه المدلل في تصريح لـ"فلسطين"، أن ارتباط السلطة بعملية تسوية سياسية مع الاحتلال هو ما يدفعها للابتعاد عن إيران حتى وإن وصل الأمر إلى مقاطعتها باعتبار أنها "عدو إستراتيجي" في المنطقة بالنسبة لأمريكا و(إسرائيل).
وقال: إن "إيران لو كانت تمر بمرحلة عادية لاعترفت فتح بدورها في دعم الفلسطينيين، لكن إيران حاليًّا في عين العاصفة وبالتالي لا أحد يستطيع تحمل المسؤولية بأن يدعي أن لديه علاقة جيدة بإيران".
وكان القيادي في الجبهة الشعبية ذو الفقار سويرجو، قال لـ"فلسطين"، إن "عباس زكي معروف أنه يغرد خارج السرب الفتحاوي بمواقف وطنية ومعروفة وقراءة للأحداث السياسية بشكل موضوعي وواضح بما يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته".
وأضاف سويرجو: إن "زكي خرج عن السياق الذي رسمته حركة فتح والسلطة الوطنية كونها تعدّ محور المقاومة جهة معادية للسلطة، وأن إيران مارست أدوارًا غير مرغوبة لها بدعمها للمقاومة طوال السنوات الماضية، ولذلك حمل المصدر المتحدث لوكالة "وفا" عباس زكي "المسؤولية الشخصية" عن تلك التصريحات.