فلسطين أون لاين

كيف تعيش الأربعين والخمسين بسعادة

...
غزة- صفاء عاشور

ما إن يتجاوز الإنسان الأربعين أو الخمسين من العمر حتى يبدأ تغيير الكثير من روتين حياته، ففي ما فوق الأربعين والخمسين خطط قد تبدو أكثر أهمية لصاحبها من تلك الخطط التي يضعها أصحاب العشرين والثلاثين.

مدير هيئة إعجاز القرآن الكريم في مركز القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية د. رمضان الصيفي بين أن الإنسان بمجرد أن يصل إلى سن الأربعين أو الخمسين يجده لديه اهتمامات غير التي كان يهتم بها سابقًا.

وقال في حديث لـ"فلسطين": "فيجب على الإنسان المسلم اتباع بعض القواعد الأساسية لعيش ما تبقى من حياة سعيدًا، بما يضمن نيل رضا الله وكسب الدنيا والآخرة، فعلى الصعيد الصحي يجب عليه الاهتمام بصحته".

وأضاف الصيفي: "من الضروري ممارسة رياضة المشي؛ فهي رياضة الكبار في السن، ويجب عدم إرهاق النفس بها، بل ممارستها باتزان، ويجب تناول أفضل الأطعمة، وشرب السوائل قدر المستطاع، دون إسراف".

وبين أنه يجب عدم ترك الفراغ يسيطر على الإنسان المسلم؛ فبالإمكان تخصيص وقت لقراءة ورد من القرآن يوميًّا، وقراءة كتب مفيدة، أو مشاهدة ما هو نافع من برامج يستفيد منها المسلم، أو ممارسة بعض الهوايات كالطبخ، والزراعة ... .

وأكد الصيفي أهمية إيلاء صلة الرحم وقتًا بزيارة الأقارب من أبناء، وإخوان، وعائلة وأصدقاء؛ فصلة الرحم مطلوبة، خاصة في هذه السن، ويمكن الاتصال بهم هاتفيًّا، حتى لو لم يتصلوا أو يبادروا بالزيارة.

وشدد على أهمية التقرب إلى الله أكثر بالفرائض كالصلاة والزكاة، وإن استطاع بالصيام، والتصدق كثيرًا، ففي هذه السن من الضروري أن يبدأ المسلم إنفاق المال الذي جمعه من عرق جبينه للتمتع به، أو التصدق على الفقراء والمساكين والمحتاجين.

ودعا الصيفي الإنسان المسلم في كبره إلى إجابة الدعوة، خاصة أن الإنسان عندما يكبر يكون في أشد الحاجة للخروج من البيت، وتغيير الجو الذي يعيش فيه، فبإمكانه حضور حفلات الزواج، وعقد القران، والعقيقة، والتقاء أصدقائه القدامى.

وأكد أهمية عدم المبالاة بما يقوله الناس عن الإنسان المسلم في حضوره أو غيابه، وعدم الغضب لأي سبب من الأسباب؛ خاصة لو كانت الأسباب تافهة وبسيطة، وأن يترفع عن كل ما هو مضر بالصحة.

ولفت الصيفي إلى أن الإنسان في تلك المرحلة تزداد فرص إصابته بالأمراض والآلام، خاصة في المفاصل والقدمين، لذلك يجب عدم الإكثار من الشكوى، واحتساب الأجر والثواب، والبحث عن علاج كل مرض؛ فمن خلق الداء خلق الدواء.

ونصح بالتمتع بكل يوم يعيشه الإنسان المسلم، فما تبقى من عمر ليس أكثر مما ذهب، وعلى الإنسان الابتعاد عن كل شيء ممكن أن يزعجه؛ خاصة الأخبار السياسية، وأخبار الحروب التي تدور في أنحاء العالم.

وأكمل الصيفي: "وعلى الإنسان المسلم أن يكون أنيقًا ونظيفًا دائمًا، ويحسن صورته بالأناقة وحسن الخلق، ويبتعد عن محاولة مجاراة الشباب في الموضات الخاصة بهم، كتسريحات الشعر والملابس".