فلسطين أون لاين

أماني حشيم فتاة وحيدة لأسرتها تقبع في سجون الاحتلال

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي تقبع أماني حشيم الفتاة الوحيدة في أسرتها، والتي تعاني الأمرين: مرارة السجن، وبعدها عن طفليها أحمد وآدم.

وفي 13 كانون الأول (ديسمبر) 2014م خلال عودتها من عملها في القدس المحتلة فقدت السيطرة على سيارتها، عند حاجز قلنديا العسكري شمالي المدينة، ما أدى إلى دعس أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي، الذي أطلق النار باتجاه مركبتها قبل أن يعتقلها.

حشيم (33 عامًا) من بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة، متزوجة وأم لطفلين أحمد (7 أعوام)وآدم (6 أعوام)، حكم عليها بالسجن الفعلي مدة 10 سنوات ودفع 5000 شيقل تعويضًا لأحد الجنود، بعد إدانتها بدعسه على حاجز قلنديا العسكري شمال القدس المحتلة.

لم تفلح محاولات "أماني" لإقناع جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال جلسات التحقيق أنها فقدت السيطرة على سيارتها، الأمر الذي تسبب في دعس أحد جنود الاحتلال على حاجز قلنديا، ليحكم عليها بالسجن 10 أعوام، وتحرم عناق طفليها وتلبية متطلبات أسرتها.

تقول والدتها إلهام حشيم (51 عامًا): "كانت أماني محبة للعلم؛ فهي حاصلة على شهادة البكالوريوس في تخصص علوم سياسية ودراسات دبلوماسية من جامعة القدس، ودبلوم العلاقات الدولية من جامعة البلقاء التطبيقية، ودبلوم آخر في اللغة الإيطالية، ولم تتمكن من إكمال دراسة الماجستير في جامعة بيرزيت بسبب اعتقالها".

وتصف حشيم بحزن ظهر في صوتها خلال حديثها إلى صحيفة "فلسطين" ابنتها الوحيدة بين أربعة شبان بالهادئة والطموحة والمحبة لأسرتها والعلم، مضيفة: "لم يستمع الاحتلال لإفادتها، وزج بها في السجن بسبب خلل أصاب سيارتها وهي في طريقها إلى منزلها، ومنعها من عناق طفليها اللذين ينتظران عودتها إليهما من جديد".

وتشير إلى أن طفلي ابنتها "أحمد وآدم" يداومان على السؤال عن والدتهما، ويعبران عن مدى اشتياقهما إليها، وضرورة زيارتها والجلوس إلى جوارها باستمرار، ويتساءلان عن سبب اعتقالها وغيابها عنهما، وعدم الجلوس معهما على السرير وهي تحدثهما عن قصص ما قبل النوم، لتحاول الجدة تقمص دور الأمر وطمأنتهما.

أوضاع مأسوية

وقضت حشيم شهورها العشر الأولى من اعتقالها في سجن "هشارون" الاحتلالي، ونقلت أخيرًا إلى سجن "الدامون"، بعد رفض الأسيرات الخروج إلى ساحة السجن (الفورة) منذ 57 يومًا، احتجاجًا على إعادة تشغيل كاميرات المراقبة في تلك الساحة.

وتلفت حشيم إلى أنها فوجئت في آخر زيارة في سجن "هشارون" قبل نقل الأسيرات إلى سجن "الدامون" بابنتها تغيرت ملامح وجهها وبدا عليها الشحوب، لعدم خروجها إلى "الفورة" أيامًا، الأمر الذي عرضها للصدمة والإغماء الذي لم تفق منه إلا في سيارة الإسعاف التي نقلتها إلى المستشفى.

وتحاول حشيم -وفق إفادة والدتها- التأقلم على أوضاعها وظروف اعتقالها، واستثمار تلك المدة في الدراسة ورعاية الأسيرات منذ اللحظة الأولى لهن إلى حين التأقلم على أوضاعهن داخل السجن، وتدريسهن الثانوية العامة (التوجيهي)، وقراءة الكتب، وتبين أنها تمكنت أخيرًا من الحصول على شهادة بعد اجتيازها دورة العلاقات دولية من داخل السجن.

وتلتقي الأسيرة حشيم أسرتها وطفليها كل أسبوعين مرة، في مدة لا تتجاوز 45 دقيقة، تحادثهم بالهاتف من وراء حاجز زجاجي، لا يسمح بأي تواصل جسدي، وتسمح لها إدارة السجن بعناق طفليها مرة واحدة كل شهر في نهاية الزيارة مدة لا تتجاوز عشر دقائق.

وتواجه الأسيرات الفلسطينيات انتهاكات عديدة، منها التحقيقات القاسية، والعزل الانفرادي، والاقتحامات الليلية لغرف الأسيرات، وضربهن في أثناء نقلهن إلى المحاكم على أيدي ما تسمى قوات "نحشون" المتخصصة بعملية النقل، وشتمهن بألفاظ بذيئة، إضافة إلى وجود كاميرات مراقبة تنتهك خصوصيتهن.

وتأسر قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو 6500 أسير فلسطيني، منهم نحو 57 أسيرة، ترتكب بحقهن جرائم مخالفة للأعراف والقوانين الدولية كافة، وفق تأكيد نادي الأسير.