فلسطين أون لاين

​شرق غزة..طفلة تتحدّى الاحتلال بقصيدة وطنية بالإنجليزية

...
صورة أرشيفية
غزة/ نبيل سنونو:

"الفلسطيني حقه يعيش"، بثوبها التراثي صرخت الطفلة نوال أبو ليلة بهذه العبارة المترجمة للغة الإنجليزية، ليس في فناء مدرسة أو مسرح، وإنما على بعد عشرات الأمتار فقط من تمركز قوات الاحتلال الإسرائيلي خلف السياج الفاصل شرق قطاع غزة.

قررت أبو ليلة لأول مرة القدوم إلى هذه المنطقة التي تشهد فعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية ويستخدم الاحتلال العنف ضد المشاركين فيها، لإلقاء قصيدة تقابل فيها قول الشاعر تميم البرغوثي في تصويره لواقع الإنسان الفلسطيني: "فلسطيني ممنوع تعيش".

ومن هذا المكان، كان يمكن رؤية جيبات الاحتلال العسكرية خلف السياج، وقناصته، والأكوام الرملية التي يقيمها.

وتقول أبو ليلة التي تدرس في الصف السادس الابتدائي، عن فكرة إلقاء هذه القصيدة: "كانت هناك منافسة في موقع تعليمي باللغة الإنجليزية يتبع مدرستي، لنشر مقاطع فيديو حول حق الفلسطيني في الحياة، واخترت المجيء إلى هنا".

والقصيدة التي تلقيها الطفلة كتبتها والدتها مُدرِّسة اللغة الإنجليزية نجوى العرقان، التي تقول بدورها: "كلما تسمع نوال قصيدة فلسطيني ممنوع تعيش"، كانت ترد: "لا، الفلسطيني من حقه يعيش"؛ في إشارة إلى ضرورة التخلص من واقع الاحتلال.

وتوضح نوال لصحيفة "فلسطين" أنه كان بإمكانها إلقاء القصيدة في متنزه أو ما شابه، لكن لأنها تتناول حق الفلسطيني في العيش، اختارت المكان الذي تدور فيه فعاليات مسيرة العودة السلمية.

وهي تريد أيضًا إيصال رسالة للاحتلال الإسرائيلي، كما تقول، بأن القدس ستتحرر، وأنه مهما طال الزمن سيعود الفلسطينيون إلى أرضهم، وسيزول الاحتلال.

وتحرص أبو ليلة، اللاجئة من قرية البطاني الغربي شمال شرق مدينة غزة، على ارتداء الثوب التراثي الفلسطيني، كونها ترى أنه "راية اللاجئين" الفلسطينيين، وأحد ركائز القضية الوطنية.

وتشير الأم إلى أن طفلتها أصرت على تصوير نفسها أثناء إلقاء القصيدة على مقربة من السياج الاحتلالي الفاصل، موضحة أنها تتابع باستمرار فعاليات المسيرة، لكنها في الوقت نفسه، كانت تخشى على أطفالها من عنف الاحتلال الإسرائيلي.

وعبر اصطحاب الأطفال هذه المرة، تريد العرقان غرس ثقافة العودة في نفوسهم.

وعند سؤال الطفلة نوال عن الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع التي يطلقها جيش الاحتلال صوب المشاركين في المسيرة، بمن فيهم الأطفال والنساء، فإنها تجيب بتنهيدة طويلة.

وتتابع: "حسبي الله ونعم الوكيل، إن شاء الله يرحل الاحتلال عنا، لأن من حقنا العيش".

وتتمنى الوالدة أن تتمكن مسيرة العودة من تحقيق كامل أهدافها.

وتزامن إلقاء الطفلة القصيدة مع حركة نشطة لسيارات الإسعاف التي كانت تنقل مصابين أو تتهيأ لوقوع إصابات أو شهداء في تلك المنطقة.

وبحسب الناطق باسم وزارة الصحة في غزة د. أشرف القدرة، استشهد أمس في الجمعة الـ39 لمسيرة العودة، الطفل محمد جحجوح (16 عاما) والمواطنان ماهر ياسين (40 عاما)، وعبد العزيز أبو شريعة (28 عاما)، كما أصيب 40 مواطنًا برصاص قوات الاحتلال شرق القطاع، إضافة إلى صحفيين اثنين وأربعة مسعفين.

وعمدت الطفلة نوال إلى ترجمة أبياتها الشعرية إلى اللغة العربية أيضًا، لتصب الحماس في نفوس الفلسطينيين المشاركين في المسيرة.