تصر أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية المحتلة على استمرار سياسة الاعتقال السياسي التعسفي ضد المواطنين رغم المطالبات الحقوقية المحلية والدولية بوقفها، ومن نماذجها المرفوضة شعبيًّا حادثة اعتقال الأسير المحرر الشيخ نضال العبوشي من مدينة طولكرم.
واعتقل الشيخ العبوشي بتاريخ 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري من قبل جهاز المخابرات العامة في طولكرم شمالي الضفة الغربية بسبب كلمة ألقاها من أمام منزل الفدائي الشهيد أشرف نعالوة.
مدير مؤسسة الحق لحقوق الإنسان شعوان جبارين، أكد أن هذا الاعتقال مخالف للقانون الفلسطيني والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها السلطة الفلسطينية، كونه ينتهك حرية الرأي والتعبير.
ورأى أن السلطة بهذه الاعتقالات لا تحترم القانون الفلسطيني ولا تقدر الإنسان الفلسطيني وحرياته وحقوقه، مضيفاً: "عندما تنظر السلطة لكرامة الإنسان الفلسطيني وحقوقه كجزء من قوة المجتمع، حينها فقط ممكن تغير الظروف".
وأضاف جبارين لـ"فلسطين": "طالما توجد حالة الانقسام الفلسطيني، ستستمر هذه الاعتقالات"، مضيفًا أنها "تعبير واضح على عدم مسؤولية السلطة تجاه شعبنا وكرامته".
وحول الدور القانوني تجاه هذه السياسة، أشار جبارين إلى وجود اعتداء واضح من السلطة التنفيذية على السلطة القانونية (المحاكم) في هذا الاتجاه.
أما عن دور المؤسسات الحقوقية، فأوضح أنها تحاول تأدية دورها سواء بالدفاع عن حقوق الرأي والتعبير أو بالمراسلات الحقوقية، وأحياناً أخرى بالصراخ والتعبير بشكل علني (المظاهرات)، إلا أن السلطة تتجاهل هذه المطالب وتستمر في انتهاكاتها.
"مافيات"
من جهته، قال النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس، فتحي القرعاوي: في "الفترة الأخيرة كثفت أجهزة أمن السلطة اعتقالاتها بشكل غير مسبوق، حيث أصبحت تعتقل المواطنين من الطرق، والأمر أشبه بعمل (المافيات)".
وأوضح القرعاوي لـ"فلسطين" أن من حق أي مواطن فلسطيني التمتع حرية الرأي والتعبير الذي كفلته كل القوانين الدولية، مستنكراً استمرار السلطة في سياسة الاعتقالات السياسية.
وأضاف النائب عن محافظة طولكرم: "في ظل الحرية العامة التي تتمتع فيها الشعوب، يتحدث الإنسان عن وجهة نظره، ونحن نقع تحت احتلال، ولا يحق للسلطة لكونها لا تتمتع بالصلاحيات الكاملة أن تحاسب أو تحاكم غيرها".
واستهجن اعتقال جهاز المخابرات العامة للشيخ العبوشي بسبب الكلمة التي ألقاها أمام منزل الشهيد أشرف نعالوة، موضحاً أنه لا يحق لأي جهة كانت اعتقال أي شخص بسبب كلامه حتى لو احتوى هذا الكلام على نقد.
وطالب القرعاوي بالإفراج الفوري عن الشيخ العبوشي، داعيًا الجماهير الفلسطينية إلى التفاعل مع هذه القضية لتشكيل حالة ضغط على السلطة للإفراج عنه.
وأردف قائلاً: "رغم أن السلطة لا تريد سماع الأصوات التي تخالف آراءها، إلا أننا سنوصل رسالتنا لهم، فالشعب الفلسطيني ضاق ذرعا بالواقع الموجود، ويجب على السلطة الالتفات حولها، فالفلسطينيون أصبحوا بين فكي كماشة، لا يفرقون بين اعتقالات السلطة واعتقالات الاحتلال". وتمم القرعاوي حديثه: "بعد عشرات السنوات من الكفاح أصبح الشعب يتساءل ماذا قدمت السلطة للشعب الفلسطيني؟ لا يعقل أن تعتقل السلطة أبناءها وتلقي بهم في السجون فهم يمارسون حقهم الشرعي والوطني".