فلسطين أون لاين

خصص له وقتًا واحتويه بعيدًا عن إملاءاتك

ابنك المراهق لا يصارحك؟ "فتش" عن السبب في داخلك

...
صورة أرشيفية
غزة - مريم الشوبكي

المراهقة مرحلة حساسة في حياة أي فرد وأي أسرة أيضًا، لعدم امتلاك أساليب تربوية صحيحة لاحتواء المراهق وبناء الأهل لشخصية سوية، ويتجهون إلى التعامل بالعنف اللفظي والمادي بالضرب أو الطرد من البيت، ويجهلون أن أبناءهم في هذه المرحلة يحتاجون إلى الاحتضان والتعامل بروية أكثر من أي وقت مضى.

ويميل المراهقون إلى عدم مصارحة أهلهم بما يتعرضون له من مشاكل أو التعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم، وهذا ما يشكو منه الآباء دون إدراك أنهم أساس تلك المشكلة لانشغالهم، وعلاج المشكلة بالإملاءات والرفض، والصراخ، وتزيد الفجوة بينهم وبين أبنائهم.

سمات المرحلة

الاختصاصية النفسية إكرام السعايدة قالت: "مرحلة المراهقة إحدى المراحل النمائية في حياة الفرد، وتشكل نقلة نوعية بين الطفولة والفرد، ويتميز الفتى في هذه المرحلة بعدة سمات، منها ما هو متعلق بالسمات الجسمانية، والتغيرات النفسية والاجتماعية".

وبينت السعايدة لـ"فلسطين" أن أبرز مظاهر التغيرات النفسية في مرحلة المراهقة: النزعة إلى الاستقلالية، ومحاولة إثبات الذات والتمرد على السلطات العليا المتمثلة بالسلطة الوالدية وغيرها، ويتجه الفرد في هذه المرحلة إلى تكوين علاقات اجتماعية.

وأوضحت أن المراهق يبدأ في البحث عن هويته النفسية التي تبدأ تتشكل في تلك المرحلة، وتتمحور في السؤال الرئيسي "من أنا وماذا أريد"؟

وأشارت السعايدة إلى أن الأسرة هي الحاضنة الأولى للفرد، وتظهر بعض المشكلات السلوكية التي تشكل حاجزًا في التواصل بين المراهق وذويه، ومن تلك المشكلات عدم مصارحة الفرد لأهله بكل ما يتعلق بحياته.

ضغوط وعدم تواصل

وأرجعت الاختصاصية النفسية سبب عدم مصارحة المراهق أهله إلى الضغوطات الأسرية التي يلقيها الأهل على أبنائهم في تلك المرحلة، والتقييد الشديد لحرياتهم وكبت مشاعرهم.

ولفتت إلى أن طبيعة المرحلة النمائية تتميز بالنزعة إلى الاستقلالية والتفسير الخطأ بضرورة الانفصال عن الأهل، وعدم مصارحتهم الشعور بالمسئولية الخاصة عن حياتهم.

وبينت السعايدة أن الفجوات الموجودة بين الآباء والأبناء (صراع الأجيال) واستحالة وجود سبل سليمة بالتواصل بينهم، تؤثر سلبًا على جو الثقة المتبادل بينهم.

ولفتت إلى العواقب الوخيمة التي تنجم عن بعض تصرفات المراهقين، وبالتالي اللجوء إلى التستر عليها خشية من العقاب، وأيضًا الاستجابة لضغوطات الأقران بعدم السماح للأهل بالتدخل في حياة المراهق على أساس أن ذلك انتقاص من رجولته.

ونبهت الاختصاصية النفسية إلى أن السمات الشخصية كالانطوائية والخجل، تمنع المرء من الإفصاح عما بداخله لأقرب الناس إليه.

سبل فعالة

وعن سبل التواصل الفعال بين المراهق ووالديه، بينت أن أهمها شعوره بالثقةأنه قادر على حل أموره وحده، بالإضافة إلى تقبل الابن كما هو بإيجابياته وسلبياته دون شروط.

ونصحت السعايدة الوالدين في حال ارتكاب المراهق بعض الأخطاء الابتعاد عن التضخيم من ناحية الإرشاد والتعزير، واتباع الأساليب التربوية الإيجابية في التعامل معه، والعمل على تعزيز تقديره لذاته.

ولفتت إلى طرح مواضيع لنقاش تناسب اهتمامات واحتياجات الأبناء المراهقين حسب أعمارهم، وإتاحة الفرصة للتعبير عن مشاعرهم، وإشعارهم بالاهتمام والتقدير.

ودعت الاختصاصية النفسية الوالدين إلى الثناء وتقدير الابن ومدحه على ثقته بأهله وشعوره بالأمان، خاصة في حال الحديث عن المواضيع المتعلقة بحياته الخاصة.

وأكدت أهمية إتاحة الوقت الكافي للحديث مع الأبناء، وتخصيص وقت معين خاص بكل ابن مراهق على حدة، للوقوف على احتياجاته ومشكلاته، واهتماماته، مما يشعره بالثقة والأمان، وأنه في بيئة أسرية مختلفة.