اهتمت حركة المقاومة الإسلامية حماس منذ نشأتها بالأنشطة النسائية، لإيمانها بدور المرأة في تربية الفرد والأسرة والمجتمع، وجاء هذا الاهتمام بتشكيل الحركة النسائية، وتوليها مناصب في مجالات سياسية مختلفة.
مكانة عظيمة
تقول رئيسة الحركة النسائية في حماس رجاء الحلبي: "تحظى المرأة بمكانة كبيرة في الحركة، في ظل انتداب بعض عناصرها كأعضاء في المجلس التشريعي، فدورها ليس بعيدًا عن دور الرجل، فهي شريكة له في جميع مناحي الحياة، المرأة التي خلقها الله أعطاها دور الشراكة منذ أن خلق آدم وحواء".
وأوضحت أن حماس منذ بداياتها اهتمت بالعمل النسائي، فقد بدأ عملهن بشكل فردي، وكانت بداية انطلاقتها مع الشيخ أحمد ياسين الذي اهتم بهن، ووفر لهن الإمكانات اللازمة لاستمرار عملهن، وكان مرجعهن في العمل والتنظيم، وشاركت الرجل في المقاومة والتصدي للمحتل، حتى أصبحت تشاركه في القرار السياسي.
وأضافت حلبي: "فلا نفرق في الأدوار بين الرجال والنساء في كل مناحي الحياة، حتى في تحرير الأوطان، كالاستشهادية ريم الرياشي وفاطمة النجار، فقامتا بدورهما في مقاومة المحتل، ومن ناحية تكتيكية حماس كانت تؤخر دور المرأة من باب أن للمرأة مسئولياتها من احتضان الأسرة وتربيتها".
وأشارت إلى أن عمل النساء في الحركة لم يكن بشكل عشوائي، بل كان وفق مخططات واستراتيجيات مدروسة، للخروج بفعاليات وأعمال تلقى صدى على أرض الواقع.
وتابعت حديثها: "دور المرأة في حماس غير مرتبط بالنهج، ودورها يكمن في أن تكون في كل مناحي الحياة، وهو دور كبير وعظيم لا يختلف عن دور الرجال، ولكن فيه اختلاف ناتج عن التطوّر واستحداث ملفات جديدة، فنساء حركة حماس في حالة تطوّر ونهوض وارتقاء، وزيادة في الأنشطة والأساليب والوسائل والأعداد من خلال احتضان الأجيال".
ولفتت الحلبي إلى أن هناك مجالات متعدّدة تقودها المرأة في دائرة القدس، وشئون اللاجئين، والملف الإعلامي والثقافي والسياسي والتخطيط والتطوير، فمن الطبيعي أن يكون هناك تطوّر وارتقاء في الأساليب والوسائل، ولكن لن يختلف مفهومهم في الماضي عن الحاضر والمستقبل، فالمرأة تعمل بجانب شريكها الرجل في تعمير الكون والحياة.
وترى أنه من الطبيعي أن تصل المرأة لمناصب قيادية وسياسية، خاصة أنه ليس هناك مانع لذلك، ولكن العائق إن وجد فهو من المرأة نفسها إذا لم تسعَ إلى تطوير ذاتها، "فهناك أخوات في الدائرة السياسية وأعضاء بالبرلمان، استطاعوا الوصول إلى المناصب لإيمان الطرفين بأن المرأة لا تختلف بتركيبة عقلها وتفكيرها، وبالتالي استطاعت أن تغير المعادلة".
واقع صعب
وفي السياق ذاته، قالت نائب في المجلس التشريعي الفلسطيني بقائمة التغيير والإصلاح، منى منصور: "واقع عمل المرأة في حماس في الضفة الغربية يختلف من فترة لأخرى، ففي الماضي كانت تعمل في المؤسسات والجمعيات الثقافية والاجتماعية، ولكن الآن بعد إغلاق المؤسسات التابعة للحركة اختلف دورها كليًّا، استمرت في دعم أبنائها وزوجها، فاحتضنت المقاومة لتكمل مسيرتهم، فكانت درعًا واقيًا لهم، وتحتضن أبناءها بعد اعتقال أو استشهاد الزوج".
وبينت أن واقع المرأة في حماس بالضفة صعب للغاية في ظل الظروف السائدة من اعتقالات واعتداءات، فلا تستطيع أن تعبر عن رأيها، أو المشاركة بحرية في المسيرات، فقد ازدادت حدة الهجمة عن السابق مع زيادة عدد المعتقلات في سجون الاحتلال والجريحات.
ونبهت منصور إلى أنه رغم صعوبة واقع المرأة، إلا أن دورها لا يقل عن دور الرجل، وأكبر مهمة تقع على عاتقها أنها حاضنة لأسرتها بعد غياب زوجها، فهي مربّية للأجيال كأحمد جرار وأشرف نعالوة وصالح البرغوثي، فالمرأة هي جوهر القضية الفلسطينية، فلولا تلك النساء لما استمرت المقاومة، ورغم تلك الظروف إلا أن المرأة متمسكة بدورها لأنها تعرف أنها صاحبة قضية ورسالة، والأقصى والمقدسات بحاجة إليها.